بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
يتسم عالمنا الذي نعيش فيه بمزيد من الترابط في جميع مجالات النشاط البشري ، مما ينجم عن ذلك من تمازج بين مجتمعاتنا ويتيح فرصًا جديدة لتوثيق العرى بين الشعوب والأمم والثقافات على صعيد الكرة الأرضية. وإلى جانب ذلك ،تنامى سوء الفهم وفقدان الثقة مع إنتشار العولمة خلال السنوات الأخيرة ، كما أن حدوث الأزمة الاقتصادية والبيئية والأخلاقية أسهم في تفاقم هذا الشعور بانعدام الأمن وفقدان الثقة وأمام هذا الواقع أدركت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الوضع يستلزم تحركًا عاجلًا ، لذلك أعلنت سنة 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات واسندت إلى اليونسكو دور المنظمة الرائدة للاحتفال بهذه السنة ، وذلك لما للمنظمة من خبرات جمعتها على مدى أكثر من ستين عامًا لصالح “التعارف والتفاهم بين الأمم “. والهدف الرئيسي هو توضيح فوائد التنوع الثقافي من خلال الإشعار بأهمية التبادلات والتحويلات المستمرة بين الثقافات والإشعار بالعلاقات المقامة بينهم منذ فجر الإنسانية .
ومن أهم الانشطة المقررة هي :
*تعزز دور الإبداع ، وهو السمة الأساسية للإبتكار ، سواء السمات الفردية والتشابه بين المجتمعات ، وفي هذا الصدد التي تعزز النهوض برؤية متكاملة من جميع جوانب التراث الثقافي بإعتباره حامل لواء التاريخ والهوية التي يجب الحفاظ عليها، وباعتباره مورد أساسي ومحرك وأداة للحوار بين الثقافات .
*تزيد من الفرص لإجراء البحوث ، وعقد إجتماعات وتوسيع نطاق مسافات الوساطة بين الثقافات عن طريق المعارض والمهرجانات التي تقام في أماكن معينة ، مثل المتاحف ومراكز الفنون والمؤسسات ، كما أن التكنولوجيا الجديدة تعزز على وجه التحديد التنوع اللغوي والترجمة.
إن ترجمة الأدب له تاثير عميق على الثقافة المستهدفة ، فهي تساهم في تعزيز التفاهم والتقارب بين الثقافات المختلفة ، وتتيح للقارئين الاطلاع على ثقافات وتقاليد أخرى وفهمها بشكل أفضل .كما أنها تثري اللغةوتزيد من تنوع المفردات والتعبيرات وتعزز الوعي الثقافي للمجتمعات . بالاضافة أنها تعمل على توسيع دائرة المعرفة والاهتمام بالأدب العالمي وغيرها من الفنون الأخرى.
يساعد الأدب الرقمي على تعزيز التقارب الثقافي بين الشعوب ومن أهم دور الأدب الرقمي : *توفير وسائل للتعبير عن الثقافات المختلفة وتبادل الخبرات بين الناس في جميع أنحاء العالم.
*توثيق التراث الثقافي والتاريخي والعلمي للشعوب ، مما يعزز الوعي والفهم المتبادل .
*توفير فرص التعلم المتعددة والمتنوعة مثل المدونات والقصص الحية وغيرها ، لتحفيز النمو الفكري للأفراد وتعزيز تفاعلهم الثقافي .
*تحقيق الإتصالات بين المنظمات والمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم ،وتوفير أوجه تعاون وتبادل الخبرات بشأن الفن والأدب والثقافة، كما أن المختارات الشعرية تساهم في تطوير الثقافة والفن وتعزيز دورهم في الانفتاح على العالم الخارجي.
على الصعيد الثقافي ، يعتبر أدب الرحلات وسيلة تعليمية هامة تساهم في زيادة المعرفة والوعي بأصول الثقافات المختلفة والمجتمعات ، وتحفيز المثقفين والفنانين على تصوير فنهم . كما أنه يشجع الطلاب والدارسين على دراسة الثقافات والتقاليد بشكل عميق وشامل .
يمكن القول أن الأدب والثقافة هما جزء من التعايش والتعاون بين الشعوب ،ويساعدان على تسهيل التفاهم والتقارب بينهم.