كتب / رضا اللبان
في عام 1865، أُنشئت الشركة المساهمة لمياه القاهرة، ومنذ لك التاريخ، بدأت مهنة «السقا» التي كانت معروفة في مصر، بالاندثار، إثر حلول الأنابيب والمواسير وماكينات ضخ المياه، محل ذلك الرجل الذي كان يجول الشوارع والأحياء والقرى حاملًا قربة ليزود منها الأفراد والبيوت والمحال بالماء.
ورغم انقضاء تلك السنوات الطويلة منذ لحظة إنشاء الشركة وبداية تآكل تلك المهنة التراثية، وحتى يومنا هذا، إلا أن «عم عبد الحميد» لم يهجر مهنته أبدا، وظل متشبثا بها، حتى اليوم الأخير في عمره. إذ توفي أمس السبت الأول من يوليو 2023، عن عمر يناهز 73 عم عبد الحميد، آخر سقا في مصر.
ولد العم عبد الحميد عام 1950 بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، ولديه 7 أبناء، وورث مهنته عن جدّه الذي اختاره بالتحديد ليورثها له.
ورغم أن والده رفض في البداية عمله كسقا، إلا أنه أصر على رأيه، وفي شبابه صنع قربته من جلد الماعز، معللا ذلك بأن له قدرة هائلة على حفظ المياه باردة لأطول فترة ممكنة.
وانتقل عم عبد الحميد للعمل بجوار مساجد آل البيت في القاهرة الفاطمية، وبات بمرور السنوات، معلما واضحا ورمزا من رموز المنطقة، حول مساجد آل البيت كمسجد السيدة زينب ومسجد سيدنا الحسين، بعمامته الخضراء ولحيته البيضاء والقربة على ظهره.
وتم تشييع جثمان آخر سقا في مصر من مسقط رأسه في مركز منفلوط في محافظة أسيوط، وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور السقا الراحل بملابسه المميزة.
ونعى محبو آل البيت العم عبدالحميد، فكتب حساب “سيد العدوي” على موقع فيسبوك منشورا جاء فيه: “إنا لله وإنا إليه راجعون
بينما قال عبده محمد علي على فيسبوك:الشيخ عبد الحميد في ذمة الله
آخر سقا في مصر و في رحاب آل البيت
نسألكم الدعاء