بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
لا يمكن مقارنة الأدب العربي بالأدب العالمي بشكل عام ، لأن الأدب هو منتج ثقافي يتأثر بالعوامل المحيطة به من تاريخ وثقافة ولغة ودين ومجتمع.
على سبيل المثال : يوجد أدب عربي قديم قبل الإسلام سواء كان باللغة العربية أو بلغات أخرى ، ويوجد أدب عالمي قديم أيضًا كالأدب الإغريقي
القديم والأدب الهندي القديم ، ولايمكن مقارنة هذه الأدبيات بسبب الفروق الثقافية واللغوية والتاريخية التي تفصل بينها .
ومع ذلك ، يمكن المقارنة بين الأدب العربي الحديث والأدب العالمي الحديث على أساس عدة عناصر مشتركة مثل: الموضوعات،والأساليب ،
والأشكال الأدبية ، ونسبة القراءة والاستهلاك. لكن حتى في هذه الحالة ، تظل الحدود غير واضحة وتعتمد على وجهات النظر والمعايير المستخدمة.
إذن نجد مقارنة الأدب العربي بالأدب العالمي هي مسألة نوعية ، تحتاج إلى تحديد عدة عوامل ومعايير من بين هذه المعايير:
*الفترة الزمنية: يجب تحديد الفترة الزمنية التي ستتم مقارنة الأدب العربي فيها ، مثل الفترة الوسطى أو القرون الحديثة .
*اللغات : يجب تحديد اللغات التي ستتم مقارنة الأدب العربي بها مثل:
الأدب. الإنجليزي أو الفرنسي أو الأسباني أو الروسي.
*المضمون: يجب تحديد المضمون الذي ستتم مقارنة الأدب العربي به مثل : الشعر ، الرواية ، المسرح ، أو النص الإعلامي.
*التأثير : يجب مقارنة التاثير الذي يحدثه الأدب العربي عند جمهوره مقابل التاثير الذي يحدثه الأدب العالمي على جمهوره.
*الأساليب الأدبية: يجب مقارنة الأساليب الأدبية المستخدمة في الأدب العربي مقارنة بالأدب العالمي، مثل التشبيهية والرمزية وغيرها .
أما بالنسبة للمقارنة نفسها ، يمكن تحديد عدة معايير أساسية مثل ، الجودة ، والإبداع والأصالة والعمق والتأثير والانتشار والفعالية في التعبير.
ومن خلال دراسة هذه المعايير يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة ومنطقية
عن مقارنة الأدب العربي بالأدب العالمي.