بقلم /أماني عطا
مصرنا خمير الأرض، درة الشرق، مهد الأديان وأرض الأنبياء، حضارتها ليست فى حاجة إلى دعاية بين الآخرين بقدر ما هى فى حاجة إلى وعى منا بأهميتها واحتضانها.
لنبدأ ببركة العائلة المقدسة فيها، أكثر من ثلاثة أعوام ونصف داست أقدامهم المقدسة أرضنا الطيبة؛ لتزرعها خيرًا، حان وقت حصاده، دعونا نتشارك، ونحول مسارها العظيم إلى مزار للسياحة العالمية، هلمَ نستعيد مجدًا، افتقدناه، ولعله يفتقدنا بالحنين ذاته.
السياحة الدينية، لن أبالغ إن قلت بأنها الداعم الأول لثراء كثير من الدول الراعية لها خاصة فى وقتنا هذا؛ فهى نبع متجدد لرفاهية تعمر، وهى مصدر لاقتصاد يثمر بقليل من الجهد عامًا تلو الآخر؛ ليفتح أبوابًا من الرزق، تتسع لكل من طلبه.
الإنسان بطبيعته يميل إلى التدين مهما بلغ من سفهٍ وعصيان؛ إن يحرث الأرض شرقًا وغربًا، ويقدم لشره أعذرًا ولحيله مبررات تجده يعود في النهاية ضعيفًا ملتمسًا توبة وراحة لا يجدها إلا فى محراب ربه ورضاه. ورغم يقينه أن الله جل جلاله لا يحتويه مكان فهو يلهث مقتفيًا أثره فى أرض، باركها، وحظاها بنعمة من دون سواها، يسعى لملجأ، يطرح فيه ذنوبًا، تثقل كاهله؛ ليعود إلى بلاده وليدًا بلا دنس.
مصر هى “الأثر”.. بكل ما يحمله المعنى من إحساس مادى ومعنوى، عجز التعبير عن وصفه. والأثر ليس مقصورًا على عقيدة وهوية، ليس حِكرًا لفئة من دون أخرى، بل هو تراث وطنى، هبة جماعية، منحها الله لشعب يحبه، عطية وجب علينا استثمارها والاعتناء بها؛ لتعتنى بنا بالأكثر.