بقلم الكاتبة السورية / روعة محسن الدندن
رغم تطور العلم وما خضعت له العلوم والمعارف من محاكمات عقلية إلا أن الخرافات والشعوذة والأساطير عادت للإنتشار وبقوة وفي جميع أوساط الشعوب وحتى الساسة والنبلاء
ومنذ حوالي 80ألف سنة وجدت على جدران الكهوف والمغارات والكتب والأساطير القديمة حيث مارسها الإنسان في العصر الحجري ومنها قبائل (النياندرنال)و (الكرومانيين)
وكانوا يمارسونها لمواجهة الطبيعة والحيوانات الضارية والوحوش والأفاعي فكانوا يرسمون صورة الحيوان على الأرض ويقومون بالدوران حول الرسم مع تمتمة بعض الكلمات وتأدية الرقصات ليتمكنوا من قتله وصرعه
وقد تأثر اليونانيين أيضا بالأرواح الشريرة
وأما عن بداية السحر فكانت من أرض بابل وحضارة أكد وآشور وسومر
وأول خط في التاريخ للسحر فكان للبابليون حيث تم ذكره عن ملحمة كلكامش وتقول الأسطورة
أن كلكامش انتصر على أعدائه بمساعدة السحر الأسود وأنتج مخلوقات هجينة بين البشر والجن والشياطين قاتلت معه فانتصر ومازالت تردد هذه الأسطورة
وذكرت بابل أيضا وسحرة بابل في سفر يوحنا باب ولادة المسيح وذكر في الأسطورة أن السحرة الثلاثة من بابل شاهدو النجمة وكان البابليين أدق الناس في السحر والتنجيم فاتوا بحثا عن المسيح وحضروا ولادته .وأنقذوه من الملك الشرير وقدموا له الهدايا(( المر ..وكان يستخدم لشفاء الجروح ..والذهب هربت به مريم من بيت المقدس ..والبخور ..دلالة على النبوة )) ويوجد اليوم صور الملوك الثلاثة في كل دير ..وتوجد في ألمانيا كاثدرائية النجمة الكاثدرائية الوحيدة التي لاتحمل صليب في أعلاها بل تحمل نجمة وجمع هناك رفاة السحرة الثلاثة من بابل في صندوق من ذهب .. وأما ماذكره القرآن في السحر فقد قال تعالى
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
البقرة 102
وقال أيضا
قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ
قَالَ أَلْقُواْ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
الآيات من 111 إلى 118 من سورة الأعراف
{ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } * { قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ } الايات من 77 إلى 79 يونس
وأما عن كتاب العزيف لعبد الله بن الحظرد كتاب الموتا والذي يعتبره الغرب كتابا محظورا وأحرق أكثر من ألف قس وراهب في أوربا كان يملكون هذا الكتاب واتهموا بلهرقطة وعن حياة عبد الله بن الحظرد أنه أتى للعراق في أرض بابل وتعلم من ((صابئة العراق البابليون )).وذكر في كتابه وقصة حياته أنه تعلم بعض الشيء من سحر صابئة العراق البابليين وهم سكان العراق الأصليين الأراميين وحسب ماكتب في كتابه انهم مجتمع منغلق على نفسه لايستطيع أن يدخله أحد ويعرف أسراره .
وأما الآن فإن المحطات الفضائية والإعلام الإلكتروني أكثر من يروج لهذا من خلال الإعلانات المصورة والمسموعة فما كان يحرق قديما لممارسة هذه الأعمال بات الآن محط اهتمام الجميع وشهرتهم أيضا