بقلم / محمد حسين
كانوا قبل الإسلام أهل إمارة ونفوذ
حين اسلموا اضطرارا يوم فتح مكة
وظفوا الدين الجديد لتحقيق مشروعهم
فى الزعامة والقيادة والحكم
تحققت مآربهم وأقاموا دولتهم
دولة تأسست على الخداع و الطغيان والإستبداد والظلم
اراقوا الدماء ودسوا السم لخصومهم
ذبحوا < الحسين > سبط الرسول صلى الله عليه وسلم
جريمة لايرتكبها سوى أصحاب قلوب لم يدخلها الله .
[ 1 ]
دولة بنى أمية ( الأموية ) حكمت المسلمين
من سنة 41 – 132 هجرية أى أقل من قرن من الزمان
كانت واحدة من أكبر الدول الحاكمة فى التاريخ
كانت لها وجهان ، أحدهما مشرق والآخر مظلم
الأول تمثل فى الفتوحات الكبرى
توسع رقعة الدولة فزادت مواردها
الاهتمام بالعلم وتطور الإقتصاد ونمو التجارة
تأسيس المدن مثل < حلوان > فى مصر
< القيروان > فى المغرب و < واسط > فى العراق
[ 2 ]
الوجه المظلم ل < بنى أمية > ؛
كانوا أولى الأسر الحاكمة فى الإسلام
جعلوا الحكم بالوارثة
بسببهم أصبحت فكرة < التوريث >
شائعة ومقبولة فى عالمنا العربى والإسلامى
ارتكبوا كل الحيل والجرائم للبقاء فى الحكم
أرست دولتهم النظام السياسى
الذى حكم العرب والمسلمين – ربما – حتى وقتنا هذا
نظام مستبد يمارس الطغيان والقهر والتعذيب
إستباحوا الدين ووظفوه كأداة للسيطرة
كذبوا على النبى ووضعوا الأحاديث
التى تؤكد أحقيتهم بالخلافة والملك .
[ 3 ]
الحقيقة أن الدولة الاموية تأسست قبل قيامها
قبل مقتل الخليفةعثمان
على يد معاوية بن أبى سفيان .
تأسست حين أستقل معاوية بولاية الشام
إستقلال غير معلن كان واضحا تماما
فلم يقدر الخليفة يوما على مراجعته فى أمر
رغم كثرة المظالم والشكاوى منه .
[ 4 ]
لم يكن معاوية حريصا على عثمان
ووأد الفتنة قبل أن تتحول إلى < مقتلة >
فقد طلب عثمان منه نجدته بجنود من عنده
لم يستجب معاوية لطلب عثمان سريعا
يقال إنه أرسل نجدة متأخرة
حيث تعمد التباطؤ
لقد كان موقنا بإن الفتنة وعدم الاستقرار والإنقسام
هم الطريق للحكم وتأسيس دولته .
ص
[ 5 ]
خرج إلى محاربة الخليفة الرابع على بن أبى طالب
يطلب بالقصاص من قتلة عثمان رافعا قميصه
أتهم < عليا > بحماية القتلة
كانت موقعة < صفين > سنة 37 هجرية
بين جيش معاوية وجيش على
معركة لم تسفر عن فوز أحد
انسحب الجيشان من المعركة
بعد سقوط الآف القتلى
جاءت واقعة التحكيم الشهيرة
كان من أثرها قتل على بن أبى طالب
تولى معاوية الخلافة بعد تنازل < الحسن بن على >
وقاية من الفتنة وحفظا لدماء المسلمين .
[ 6 ]
كانت خلافة معاوية خطوة أولى لقيام دولته
دولة الملك العضوض
التى تتوارث العائلة الحكم فيها
أبناء وأشقاء وأحفاد
وهو ما كان واستمر فى كل خلافة
جاءت بعد نهاية الدولة الأموية .
[ 7 ]
لقد تنبه الخليفة عمر بن الخطاب بكل الذى جرى
فقد حذر من أن يتولى الخلافة على بن أبى طالب
فيهيمن بنى هاشم
أو يتولاها عثمان بن عفان
فيركب بنى أمية.
[ 8 ]
لقد كان ماكان
لم يتبق من الماضى سوى أفكاره وثقافته
ميراث الإمة أو تراثها
ميراث ثقيل ملتبس
دين خطفته السياسة
وسياسة شوهت الدين
وأفرغته روحه من العدل والتسامح وقبول الآخر
ميراث بحتاج إلى إعمال عقولنا بأمانة وموضوعية
إذا أردنا أن نعرف ؛ لماذا تأخرنا ووصلنا إلى السفح ؟
ولماذا لم نعرف الحكم الرشيد فى تاريخنا الطويل ؟
ولماذا كل هذا الهوان ، ولماذا شمس الحرية والكرامة لاتشرق على عالمنا العربى التعيس ؟!
♡ فى الختام .. يقول معاوية بن أبى سفيان :
< يايزيد – أبنه – لقد كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب >.