بقلم / يامنة بن راضي
قبل سنين خلت تنبأ المفكر الانجليزي الشهير” جورج برنارد شو ” بأن الإسلام سيكون مقبولا في اوروبا، ويبدو أن نبؤة الرجل الذي كان قد وصف نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام ب “منقذ البشرية ” قد تحققت بالفعل في أيامنا هذه، فعلى الرغم من خطاب الكراهية والتمييز العنصري الذي ما فتئت تبثه أطراف أوروبية كثيرة ضد المهاجرين المسلمين خاصة مع تنامي الحركات اليمينية المتطرفة، إلا أن السحر انقلب على الساحر كما يقال حيث أخذت أعداد كبيرة من الاوروبيين تلج بوابة الإسلام الحنيف عن لهفة وقناعة تامة بعد أن وجدته الملاذ الآمن ووجدت فيه ما يروي ظمئها الطويل، فلا جرم أنهم أرادوا اقتلاع شجرة الإسلام فإذا بها أورقت و أينعت وأثمرت ثمارا لذيذة ، وذلك عندما صنع القدر حكايات لمهاجرين مسلمين استطاعوا تحقيق ما يصبون إليه وقطفوا زهرة طموحاتهم المختلفة في عقر دار أوروبا، بل وتبوؤوا مناصب قيادية مهمة على غرار الباكستاني “حمزة يوسف ” الذي تم اختياره مؤخرا ليقود حكومة اسكتلندا، وهو حدث يعد تاريخيا في أوروبا التي استفحل فيها داء العنصرية المقيتة .
لا يماري أحد أن رائحة العنصرية النتنة فاحت بشكل يثير الاشمئزاز في المجتمع الاوروبي في السنوات الأخيرة ، فقد كشف استطلاع للرأي العام أجرته وكالة الاتحاد الأوروبي للتسوق عام 2020 أن 92 بالمائة من المسلمين في أوروبا يعانون صورا عدة من التمييز العنصري، سيما بعد قيام بعض الدول الأوروبية بإنشاء قوانين أرقت حياة الكثير من أبناء الجاليات المسلمة وحولت حياة بعضهم إلى جحيم ، وهو ما أكدته في وقت سابق صحيفة “الاندبندنت” البريطانية عام 2017 عندما نشرت مقالا بعنوان ” أوروبا بدأت تكرس معاداة الإسلام في قوانينها ” ، بيدا انه ورغم تلك الحرب النفسية والإعلامية التي كان يشنها الأوروبيون ضد المهاجرين المسلمين تحت عباءات مختلفة وملتوية في كثير من الأحيان، جاءت الرياح بما لا تشتهي سفنهم الماكرة ، إذ أن أعداد الراكبين في قافلة الاسلام الجميل من أبناء جلدتهم من كتاب ومفكرين وحتى من عامة الناس في تزايد مستمر ، كما ان هناك من أهل عشيرتهم من
أضحوا يرون في المسلمين شركاء وطن حقيقيين بإمكانهم تقديم خدمات مميزة و السير بأوطانهم إلى بر الآمان .
لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ….عار عليك اذا فعلت عظيم، فلئن كان هذا البيت ينطبق على الكثير من أهل أوروبا فإنه لا يتمثل بعض الاوروبيين ممن بقوا أوفياء لمبادئهم في المساواة بين أبناء البلد الواحد رغم أعراقهم ودياناتهم المختلفة، كأهل اسكتلندا في المملكة المتحدة حين ولوا حمزة يوسف وهو شاب باكستاني مسلم من الجيل الثالث من أبناء المهاجرين رئاسة حكومة بلادهم وهو اكبر منصب في البلاد، ومع ان هذه الخطوة تعد الأولى في تاريخ هذا البلد الاوروبي، غير انها تمثل بشرى حقيقية لأبناء الجاليات المسلمة انه بإمكانهم بلوغ مرادهم في تلك الديار، وهو ما أكده “حمزة يوسف ” عندما قال ” ان الدين ولون البشرة لا يجب أن يقفا عائقا أمام الطموح السياسي ؛
يقول الشاعر الفرنسي لا مارتين ” لا أحد يفوق النبي محمد في عبقرية ” فهل بدأت أوروبا تدرك أن المسلمين يمكلون عقولا أريبة يمكنها أن تصنع التفوق في بلدانها التي باتت أوطانا لهم ، ومتى يتيقن الأوروبيين فعلا أن الإسلام هو دين الحق والعدل وانه يحمل بذور الخير والرحمة لكل البشر