كتب / رضا اللبان
وتوفي الشاب منذ نحو 35 ألف عام في وادي النيل، حيث عثر على هيكله العظمي سليما تقريبا في موقع “نزلة خاطر 2” في عام 1980.
وبعد عقود، ما يزال الهيكل العظمي البشري الوحيد الكامل الذي عثر عليه في إفريقيا منذ بداية العصر الحجري المتأخر.
والآن قام العلماء بإحياء ملامحه، واستكملوا إعادة بناء الوجه الشرعي (Forensic facial approximation) لملامحه باستخدام جمجمته.
وقال عالم الآثار مواسير سانتوس، الذي شارك في الدراسة الجديدة، إن إعادة البناء ساعدت في سد الفجوة بيننا وبين القدماء.
وكان الوجه البشري، في جميع فترات التاريخ، يستخدم للتعرف على الأفراد. ووفقا للدكتور سانتوس: “الوجه، بالتالي، نظرة على الذات”.
وأضاف: “إعادة بناء الوجه الشرعي هو وسيلة لإضفاء الطابع الإنساني على الأفراد والتي لا يعرفها عامة الناس إلا على أنها هياكل عظمية. ومحاولة استعادة المظهر الذي كان يتمتع به الفرد في الحياة منذ آلاف السنين هو وسيلة لإحضاره إلى يومنا هذا، وتقريبه من الجمهور”.
وتتضمن العملية إنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد للجمجمة، ثم إعادة بناء طبقة الوجه باستخدام المعلومات التشريحية من البشر المعاصرين كدليل. والنتيجة النهائية هي إعادة تكوين الوجه.
ويُفقد لون العين وتسريحة الشعر أحيانًا في التاريخ، ولكن غالبا ما تتم إضافة عناصر ذاتية مثل هذه لإضفاء المزيد من الإنسانية على الموضوع.
وقال خبير الغرافيك البرازيلي سيسيرو مورايس، المؤلف المشارك للدكتور سانتوس – إن الدراسات أجريت على الكائنات الحية لاختبار فعالية الطريقة. لذلك كان واثقا من أن إعادة البناء تقدم تشابها جيدا مع الإنسان الحي.
وأضاف: “فرصة توافق الوجه مع الوجه الحقيقي عالية بشكل كبير”. وقد ساعدت حالة الجمجمة في جهود المؤلفين، وكلاهما من البرازيل.
وكشف الدكتور سانتوس: “الهيكل الرئيسي لتقريب الوجه، الجمجمة، تم الحفاظ عليه جيدا، على الرغم من حدوث بعض التشوهات”.
وأشار مورايس: “يمكن إعادة بناء الجزء المفقود من الجمجمة من الجانب الآخر، والذي كان سليما، لذلك لم نواجه أي صعوبات كبيرة في تنفيذ هذا العمل. وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من المنشورات العلمية المتعلقة بالجمجمة، لذلك من الممكن معرفة الجنس والعمر والأصل من التحليلات التي أجريت على مدى 40 عاما من البحث”.
ووفقا للباحثين، كان الهيكل العظمي لذكر يتراوح عمره بين 17 و20 عاما، مع بعض التآكل في الهياكل العظمية، ما يشير إلى تغير الوزن خلال الحياة.
واقترحت فأس على الوجهين مدفونة بجانب جسده أنه كان من الممكن أن يكون قد عمل في منجم تشيرت.