كتب / رضا اللبان
سُئل الماغوط ماذا ستهدي السيدة الوالده التي أنجبت كاتبا نجيبا مثلك بعيدها ؟
أجاب:
أيّ عيـــــد
عيد الأم
في الحقيقة فاجئتني بهذا السؤال وبهذه المناسبه
ألا تحب أمك يارجل ؟
إنني أعبدها ولكن ماذا يمكنني أن أهديها في هذه المناسبة السعيدة ؟
فستان سهرة ! في حياتها لم تسهر إلاّ فوق طبق العجين
(سيارة سبور)! في حياتها لم تركب إلاّ سيارة إسعاف . ماذا أهديها ، لأهديها
إنها مجرد شجرة تين ، جرداء بعينين زرقاوين خابيتين
هل تعرف فعلا ما أتمناه في هذه المناسبة ياصديقي ؟
أن أوقظها صباح العيد تماما وأساعدها على إرتداء ملابسها وغسل وجهها
ويديها المعروقتين ثم ألفها بعكازها وظهرها المحدوب ، وفانوس تنقلاتها
بورق السيلوفان وآخذها بيدي وأهديها هي الى أحد أقبية المخابرات
ليرفعوا قدميها العجوزتين البائستين أمام عينيّ ، حيث آثار روث البقر الجاف
مازالت مدفونة في شقوقهما العميقة ويجلدونها على قدميها ورأسها وظهرها
وتجاعيد وجهها حتى تكل أيديهم …. لأنها ولدتني في هذه المنطقه
#سوريا
#العرب
#محمد_الماغوط
#الماغوط
#حرية