بقلم / سكينة فؤاد
تهنئة قلبية بأعياد الأصدقاء والأعزاء وجميع مسيحيى مصر سواء من كانت أعيادهم فى ديسمبر الماضى أو فى يناير 2023 مع تمنياتى للمصريين وللبشرية جمعاء بعام أكثر رحمة وتحقيقا للآمال وأن تؤجل فيه الحكومة إصدار بعض القرارات حتى تعرض على الرأى العام وتطرح على الحوار الوطنى, وان تسترد الأوضاع الاقتصادية به بعض عافيتها وخاصة فى توفير الموارد المالية لمستشفيات ومعاهد الأورام سواء مستشفى 57 أو المعهد القومى للأورام أو ما يتم إنشاؤه من مستشفيات حديثة للأورام هذا الانتشار الذى أراه مؤشرا يجب الانتباه إليه وإجراء مسح علمى دقيق وأمين عن معدلات التزايد ونسب انتشارها فى المحافظات وسبل توفير عوامل الحد من الانتشار وتوفير مقومات الحياة الصحية التى تحمى المصريين من مهاجمة الداء اللعين عافانا الله منه وان يعالج ما يحدث من أزمات ويثار من تساؤلات بأنظمة رقابة تحمى هذه الصروح العلاجية والعلمية تضمن سلامة مساراتها وتدفق التبرعات عليها وترشيد إنفاقها وعدم تهديد مرضاها أطفالا وكبارا بتوقف العلاج ويكفيهم معاناة آلام المرض مع تحية للمحاربين من علمائنا وأطبائنا بأعلى وأكفأ وأحدث نظم علاج الاورام وما أجمل بداية العام بدعوات وأمل بالشفاء لكل من يطلق آهة ألم…
◙ لماذا يجب أن تحتفل مصر كلها بيوم 23 ديسمبر من كل عام؟ الا القليل من مجموعات من الشباب الصغير الذين وجهت لهم السؤال الذى استطاع أن يتذكر أنه يوم تتويج مقاومة بورسعيد بالانتصار على العدوان الثلاثى ودون إضافة معلومات عن الأحداث المهمة التى عاشتها مصر وشهدتها بورسعيد فى شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر وكيف ولماذا دُبر وأدير مخطط العدوان الثلاثى وما هى الإنذارات والتهديدات التى وجهتها إنجلترا وفرنسا ورفضتها مصر ولاستخدام العدو الصهيونى مخلب قط لاحتلال سيناء وشغل الجيش المصرى بحمايتها عن التصدى للجيوش الغازية برا وبحرا وجوا وكيف طلبوا من مصر أن تبعد عن شاطئ قناتها وقامت انجلترا وفرنسا بتجميد أموال مصر وأرصدتها المودعة فى بنوكهم .. وكيف أراد الانجليز بالعدوان إعادة احتلال مصر وأرادت فرنسا استعادة سيطرتها ونفوذها ونهبها لقناة السويس تلك المحاولات التى لم تتوقف أبدا حتى بعد طرد الجيوش الغازية ولو بإعادة تمثال الأفاق ديليسبس لمدخل القناة ولم تتوقف حتى الآن! وتؤكد جميع وقائع المقاومة والانتصار أن مصر انتصرت عسكريا وسياسيا وان دول العالم انتصرت لها وهاجمت العدوان وهدد الاتحاد السوفيتى بضربهم بالصواريخ الموجهة ان لم يغادروا بورسعيد.
◙ لم يستطع الشباب الصغير أن يقدموا أى معلومات عن هذه البطولات وأكثرهم لم يعرفوا ماذا يمثل 23 ديسمبر فى تاريخ مصر وتذكر بعضهم أنهم قرأوا الاشارة إليه فى دروس التربية الوطنية ولكن بلا تفاصيل!! وإذا كنت أدعو وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر فى كيف يدرس تاريخ بطولاتنا وانتصاراتنا وخاصة الشعبية فى جميع حلقات تاريخنا فأدعوا الكاتب الكبير إبراهيم عيسى وقد قرأت ما كتبه .د. أسامة الغزالى فى الاهرام 24 ديسمبر الماضى وفهمت منه ان الزميل العزيز إبراهيم يتساءل حول انتصار بورسعيد وهل كان نصرا عسكريا أم سياسيا فقط؟!! وأدعو الكاتب الكبير أن يقرأ الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد الذى أعده المؤرخ الكبير ضياء القاضى وراجعه سامى هويدى وقد تم توثيق وقائع المقاومة بالصور والوثائق وشهادات المؤرخين وكتب مهمة لكتاب غربيين تؤكد انتصار مصر من خلال المقاومة الباسلة لأبناء بورسعيد ومشاركات الفدائيين والقوات النظامية التى كانت بها أو التى تسللت عبر بحيرة المنزلة رغم حصار الغزاة للمدينة برا وبحرا وجوا.. وتظل أعظم الوثائق آلاف الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن مدينتهم والسكان الذين دفنوا تحت بيوتهم التى دمرتها بالكامل غارات الطائرات أو أحيائهم التى قاموا بحرقها بالكامل, وإذا كان العدو قد أهدر دماء الشهداء أثق أن أبناء وطنهم لن يهدروا تاريخهم ودماءهم وتضحياتهم باهمال وعى أجيالنا الجديدة بهم أو التشكيك فى قيمة وحقيقة هذه الانتصارات. وليت لجنة من كبار أساتذة تاريخنا تعاود أكثر من محاولة سابقة لإعادة توثيق نضالنا وانتصاراتنا الشعبية والعسكرية والسياسية والانتباه الى محاولات إجرامية للعدو الصهيونى لادعاء انتصاره وتشويه ونفى انتصارنا العظيم فى 6 اكتوبر 1973 والموثق بشهادات كبار المؤرخين والعسكريين فى الخارج والداخل هذا الانتصار الذى مازالت دروسه تقدم فى اكبر المعاهد العسكرية بمثل ما هو موثق شهادات هزيمة العدو وبكاء وصراخ زعمائه وعلى رأسهم جولدا مائير وبن جوريون وطلب النجدة من الولايات المتحدة وضرورة إيقاف تماديهم فى الأكاذيب والادعاءات بصمتنا عليهم وعلى امكانية تشويه وعى أجيالنا الجديدة.
◙ أيضا ما أجمل استقبال العام الجديد على وجه رغيف عيش ومجموعة مخبوزات من الشعير أنتجها المركز المصرى لتكنولوجيا الخبز وكم كنت اتمنى أن تسمح ظروفى الصحية بتلبية دعوة القائمين على المركز وعلى رأسهم . د. وفاء ميره لحضور ورشة عمل عن معنى الأغذية الوظيفية فى الجزء النظرى من الندوة. أما الجزء العملى من الندوة فتناول إنتاج أغذية خاصة بالمرأة العاملة وعيش الشعير المقشور بالحبة الكاملة بالاضافة الى مخبوزات من الشعير تساهم فى علاج مجموعة من الإمراض وأتمنى أن يهتم المركز بأغذية مدرسية تشارك أيضا فى الدعم الصحى لأطفالنا وقد قدموا نموذجا للدور الذى تستطيع أن تؤديه المؤسسات المدنية والجهود الوطنية والأهلية فى تخفيض تكلفة رغيف العيش ومضاعفة قيمته الغذائية وطيب مذاقه الذى يحققه خلط القمح بالشعير وبالهناء والشفاء.