الأستاذ/ حسن اللبان
كاتب صحفى وكاتب مسرحى وقاص وشاعر وكاتب سيناريو. يعمل صحفيا بجريدة الحياة اللندنية التى تصدر من لندن إلى جميع أنحاء العالم ورئيس تحرير جريدة “أخبار مصر” وجريدة “الرسالة العربية”
أدارت الحوار: د. رانيا الوردى
أستاذ مساعد الأدب الألمانى بتربية عين شمس – رئيس قسم الحوار العربى الأوروبى فى إتحاد كتاب المثقفين العرب – عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للكاتب النمساوى يورا صويفر منذ ٢٠١١ وحتى الآن -عضو الهيئه الإستشارية العلمية لهيئه إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافى القومى والعابر للقومية منذ ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضو مجلس إدارة الهيئة منذ ٢٠١٩ – عضو هيئه تحرير مجلة ترانس للعلوم الثقافية بفيينا منذ ٢٠١١ وحتى الآن.
إندلعت الثورات فى مصر والمنطقه العربيه وتعالت معها الآمال والآحلام بإمكانيه ميلاد العالم الجديد. ما حدث أصاب الجميع ولاسيما الشباب بالصدمه التى أصابت الجميع باليأس والإحباط. ولم يكن للثقافه والأدب دور فى التعامل المحنك مع الحراك الثورى برمته. يأتى هذا الحوار مع الصحفى البارز والأديب و السينارست حسن اللبان ليكشف لنا عن الدور الحقيقى للثقافه والأدب فى دعم الحراك الثورى بما يدعم إعاده بناء الإنسان والمجتمع. ويطرح الحوار سؤالا محوريا يظل مفتوحا حتى بعد الحوار على أمل أن يتحول الموضوع إلى قضية رأى عام بين الأدباء المصريين والعرب ليتحرك الأدب ولاسيما الأدب الثورى ويكون دافعا ومحركا لتحول المجتمع المصرى والمجتمعات العربية إلى مجتمعات الحداثة وما بعد الحداثة.
السؤال الأول:
ما هو مفهوم حضرتك للأدب الثورى وما هو تقييم حضرتك لدور الأدب الثورى قبل وخلال وبعد الثورات التى إندلعت فى مصر والمنطقه العربيه؟
الإجابة:
الأدب الثورى هو الأدب الذى يهدف إلى إحداث تغيرات جذرية فى الإنسان والمجتمع وينتج عنه ثقافات جديدة تساعد على نمو وإزدهار المجتمع مما يحدث طفرة غير مسبوقة فى الوعى العام.
تقييم للأدب الثورى قبل ثورة ٢٥ يناير:
الأدب الثورى هو الأدب الذى يمهد الطريق لقيام الثورات أو يتنبأ بالثورات ويساعد على تحقيق التنوير المطلوب للمواطن بما يدفعه للقيام بالثورة وزيادة وعية بالفكر الثورى. فى البداية أريد التنويه عن العمل الأدبى للكاتب القدير نجيب محفوظ “أحلام فترة النقاهة”. وقد تنبأ فيها بأن هناك تحولات جذرية سيمر بها المجتمع المصرى مستقبلا. إلى جانب ذلك هناك بعض الأدباء الذين كتبوا عن الثورة مثل علاء الأسوانى، الذى كتب بعض المقالات الأدبية التى تنبأت بالثورة وقد جمع هذة المقالات فى كتاب يحمل عنوان “لماذا لا يثور المصريون”، وهناك محمد السلماوى -رئيس إتحاد كتاب مصر السابق- الذى تنبأ بالثورة من خلال روايته ” أجنحة الفراشة”، بالإضافة إلى عملى الأدبى، الذى تنبأت من خلاله بقيام الثورة والذى يحمل عنوان “سجن الأبرياء”. بالإضافة إلى الأدباء ظهرت بعض الكتابات لمجموعة من الصحفيين منهم على سبيل المثال عبدالحليم قنديل وعادل حمودة وسليمان الحكيم.
تقييم للأدب الثورى خلال الثورة:
خلال الثورة ظهرت بعض الكتابات، التى مجدت فى الثورة من خلال شباب الثورة. وقد تشرفت بكتابة بعض المقالات عن الثورة فى جريدة أخبار مصر وجريدة الرسالة العربية. كما تشرفت بكتابة بعض الأشعار الثورية والوطنية خلال الثورة. وقد حملت قصيدة منهم عنوان “الثورة فى التحرير” وقصيدة أخرى عنوان “الثورة بدأت فى الميدان” وقصيدة ثالثة عنوان “لن تضيع دمانا”. وهناك مجلة “الثقافة”، التى تصدر من وزارة الثقافة المصرية والتى تم فيها تجميع جميع الأشعار التى كتبت عن الثورة. وقد قام علاء الأسوانى بكتابة مجموعة من المقالات عن الثورة تم تجميعها فى كتاب يحمل عنوان “هل أخطأت الثورة المصرية”
تقييم الأدب الثورى بعد الثورة:
للأسف الشديد لم تظهر أعمال أدبية تصف الحراك الثورى بما له وما عليه ثم تبنى على الواقع لتعبر بالجميع إلى المستقبل. أعتقد أن المقالات التى كتبها الأديب والشاعر فاروق جويدة تمثل حالة إستثنائية لأنها تعبر عن ثورة إصلاحية تعبر بالجميع للمستقبل. وهناك بعض الأفلام الوثائقية والروائية التى عرضت أحداث الثورة مثل فيلم للمخرج القدير خالد يوسف وفيلم للمخرج يسرى نصرلله.
السؤال الثانى:
كتبت حضرتك قصيده عن ميدان التحرير خلال الثوره. هل تعتقد أن الشعر خلال فتره ثوره ٢٥ يناير كان بمثابه حلقه الوصل بين الثوار وما حملوه من مشاعر وأحاسيس وبين من هو خارج الميدان ولاسيما المياديين؟
الإجابة:
الشعر الثورى داخل الميدان والميادين إستطاع توصيف المشاعر الثورية ولكن عدم وجود تغطية إعلامية كافية لهذة الأشعار أحالت دون وصول هذة المشاعر الثورية إلى القطاعات العريضة من الشعب خارج الميادين.
السؤال الثالث:
كتبت حضرتك خلال الثوره قصه قصيره بعنوان “طلقه” تستعرض المواجهات بين الشرطه والثوار خلال فتره الثوره. وقد إختتمت القصه القصيره بموت والد الشاب الثائر بطلقه إستقرت فى جسده وأودت بحياته، بينما كان يتابع الثوره تخوفا على إبنه الثائر. إلى ماذا ترمز كلمه طلقه فى العنوان؟
الإجابة:
كلمة طلقة ترمز إلى بداية إنطلاق الثورة داخل المجتمع المصرى.
السؤال الرابع:
كتبت حضرتك خلال الثوره قصه قصيره أخرى بعنوان “أمل”. وعلى النقيض من قصه “طلقه” كانت قصه “أمل” باعثه للأمل لدى مصابى الثوره على إمكانيه التأقلم مع الحياه بل وتحقيق الإنجازات التى تشبع الأحلام وتؤكد إمكانيه إستمرار الحياه بنظره آمله فى مستقبل أفضل. هل تعتقد حضرتك أن الأدب الثورى بعد ثوره ٢٥ يناير إستطاع تقديم أعمال أدبيه مثل قصه أمل إستطاعت توصيل هذه الرساله للشباب الثورى الذى أصيب نظرا لنضاله من أجل قضيه مؤمن بها ومستعد للتضحيه من أجلها؟
الإجابة:
للأسف الشديد لم تظهر أعمال أدبية تعطى الأمل للشباب فى إمكانية إستكمال المسار الإصلاحى بما يتضمنه من إصلاح فى المجال الثقافى والتربوى والإقتصادى والفكرى والفنى والسياسى. ولم تظهر أعمال أدبية تعطى الأمل لشباب الثورة ولاسيما مصابى الثورة بإمكانية التأقلم مع الواقع بنظرة آملة فى المستقبل.
السؤال الخامس:
ما هو تقييم حضرتك لأداء المهرجانات الأدبيه ( مهرجان المسرح – مهرجان الفيلم – مهرجان الاغنيه) عقب ثورات رجت مصر والوطن العربى وأكدت إحتياج الفرد والمجتمع لحراك ثورى إصلاحى يدعم إعاده بناء الفرد والمجتمع؟ هل إستطاعت من وجهه نظر حضرتك هذه المهرجانات الأدبيه فى مصر والوطن العربى من خلال إختيارات الأعمال والنصوص الأدبيه المشاركه دعم هذا الحراك الثورى الإصلاحى؟
الإجابة:
. للأسف لم تقدم هذة المهرجانات الفكر الثورى الإصلاحى بما يدعم إحداث تغيرات جذرية على مستوى الإنسان والمجتمع. كنت أمل أن تسهم هذة المهرجانات فى إنفتاح المجتمع المصرى والعربى على الفكر العالمى بما يسهم فى بناء المواطن المصرى والعربى المعاصر. ومن ثم إعداده للتكيف مع مجتمعات الحداثة.
السؤال السادس:
على الرغم من إندلاع الثورات فى مصر والمنطقه العربيه، لم يتم إقامه معرضا دوليا للكتاب فى مصر والوطن العربى، يتناول الثوره فى إطارها الفكرى والثقافى والتاريخى والأدبى ولم يتم دعوه شعراء وأدباء كتبوا فى أعمالهم الأدبيه عن الثوره بما يدعم التوظيف المحنك للحراك الثورى فى المجتمع المصرى والعربى ووضعه فى إطاره الإصلاحى بما يدعم حقن الدماء على الرغم من تفعيل التغيرات الجذريه فى المجتمعات وتوظيف الثقافه والأدب لتحقيق ذلك. ما هى الأسباب من وجهه نظر حضرتك التى أعاقت ذلك؟
الإجابة:
. للأسف الشديد لم يفكر أحد من السادة المسئوليين فى مجال الثقافة فى إقامة مثل هذا الحدث الثقافى. وقد يكون ناتج من تخوف لتبعات ذلك. إلا أننى أعتقد أن مثل هذا الحدث الثقافى من شأنه أن يدعم الأمل فى إمكانية إستكمال المسار الإصلاحى للثورة مدعوما بحراك ثورى إصلاحى من الأدباء والمثقفيين والفنانيين ولاسيما المستنيرين منهم.
شرفت بالحوار مع حضرتك وشكراً جزيلاً لسعة صدر حضرتك .
أنا اللى إتشرفت بحضرتك.