عاجل

مفتاح الوقاية من السمنة والسكري مع التقدم في العمر
القاهرة تعلن عن اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي يلي القمة العربية مباشرة
ترامب يطلق الفوضى في العالم
ليفربول يخوض آخر معركة على ملعب “غوديسون بارك”
# النساء الواثقات لايكرهن الاخريات
ليفربول يعلن عن أفضل لاعب في شهر يناير ويداعب محمد صلاح بعد خسارته الجائزة
السيسي يؤجل زيارته إلى واشنطن بعد تصريحات ترامب
إعلامي مصري شهير يشن هجوما حادا على ترامب بعد لقائه ملك الأردن
نتنياهو: إذا لم يعد المحتجزون حتى ظهر السبت فسنلغي وقف إطلاق النار
العاهل الأردني يصل إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
بنيران صديقة.. الزمالك يحقق فوزا ثمينا على فاركو بالدوري المصري (فيديو)
وزير الدفاع المصري يطالب قواته بأعلى درجات الجاهزية
الرئيس السيسي يتحدث عن مستقبل غزة بعد تهديد ترامب بقطع المساعدات عن مصر
مشروع القرن .. مصر تحفر قناة جديدة في الصحراء الغربية
محافظ القاهرة يحذر المواطنين من شراء هذه العقارات.. سيتم إزالتها بالكامل

سعيد التلفزيونجي …. قصة قصيرة

بقلم / عبد الفتاح البلتاجي

من عادة سعيد المفنجل الجلوس امام شاشة التلفزيون الرسمية معظم أوقات يومه والمفنجل ليس لقب عائلته ولكنه أطلق عليه بسبب أن كل معارفه من جيران وزملاء العمل أطلقوه عليه بسبب إعتقاده ان أرائة هي الرأي الفصل الذي لا يحتمل المناقشة والتأويل ، كان فور عودته من عمله تناول وجبة الغذاء التي يعدها بنفسه أو ترسلها له أمه أحيانا مع احدي اخواته البنات أو أخيه الأصغر لطفي والذين يسكنون بالدور الأرضي بنفس البيت ، يملئ معدته الكبيرة بالوجبه .. وبرغم هيئته الممتلئة إلا انه ضعيف هش يعاني من أمراض عديدة ولم يكن سعيد يبالي بأمراضة فكان يعتبرها مسائل قدرية وعليها أن تزول من جسده كما أقتحمته دون إرداه منه .. إلا ان الحقيقه كما قال له أحد معارفه أن كل وجباته تنحصر في ملئ معدتة بغض النظر عن قيمتها الغذائية وأكد عليه قائلا : يمكن ان تأكل وجبات قليله لكنها مفيده ، لم يقتنع سعيد بهذه الفكره لسبب انه لم يشاهدها علي شاشة التلفاز ، بعد الأنتهاء من وجبته يلقي بجسده المترهل فوق أريكة بالصالة يأخذ قيلوله العصاري ثم يشرب كوب شاي ويشعل سيجارته الكيلو باترا ، ومن ثم يبدأ في تشغيل الشاشة الجهنميه ، يستمع في إهتمام إلي المحللين السياسيين والكرويين الذين يستضيفهم مقدمي البرامج المفضلين ويتنقل بين القنوات الثلاث التي ضبط عليها جهاز عقله ، وإعتاد من خلالها تكوين رأية الفصل البات .. فقد عود نفسه كما قال أحد المذيعين .. لازم تحلل الكلام بنفسك وتخرج برأي من دماغك عشان تتأكد أننا لا نهيمن علي رأيك ، وعادة كان يخرج بنفس النتيجة متأثرا بالرأي الذي حاصر تفكيرة ، ومع ذلك يعتقد في نفسه أنه خرج بهذه النتيجة بنفسه ، لأنه فذ تطابق تحليله مع نتيجة المحلل الفذ ، طرق باب شقتة وقطع شهيته عن مواصلة برنامجة المفضل ومتابعة المذيع الذي يلهب أفكارة ، فتح الباب وفوجئ بأخية الأصغر لطفي ، أمتعض وعاد مسرعا ليستكمل مواصلة البرنامج الذي وصل الحوار فيه للحظة الذروة ، ولطفي هو الأخ الأصغر لسعيد وصل لمرحلة التعليم بالصف الثالث الثانوي ، ويعود سبب أمتعاض سعيد من أخيه وتركه علي الباب دون ترحيب أن الود بينه وبين لطفي مفقود لسبب ان سعيد شاهد أحد الأفلام وكان بطل الفيلم محتال خبيث وأسمه لطفي ، فاعتقد سعيد أن كل من اسمهم لطفي تنطبق عليهم صفات هذا البطل السمج ، ومازاد من يقين سعيد بهذا الأعتقاد ان لطفي كان قليل الكلام خجول نظراته توحي بالريبة خاصة إذا كان له مصلحة ، فكان من عادة لطفي يطلب منه بعض نقود لشراء كتب خارجية أو الذهاب إلي السينما ، لهذا ربط سعيد بين أخية وهذا البطل ، جلس لطفي بجوار سعيد في صمت علي نفس الأريكة يتحين الفرصة لينقل إليه الخبر الكارثة لكنه لم يدري كيف ومن أين يبدا ، ولضيق سعيد بلطفي طلب منه أن يذهب إلي المطبخ لعمل كوبان من الشاي لكن لطفي لم يحرك ساكنا فتجاهل سعيد بدورة الأمر وظل مشغولا بالشاشة ، فجاة أنفجر لطفي وأجهش في البكاء .. ضاق به سعيد ذرعا وصاح فيه : ماتقول عاوز إيه ؟ مسح لطفي دموعة بظهر يده وقال متأثرا : أمك ماتت .. ساهم سعيد وزر عينيه غير مصدقا وقال : ـ أنت كداب .. انا شوفت أمك من يومين وكانت زي الفل
قال لطفي : جبنا اتنين دكاترة وقالو السر الألهي طلع
تنقل سعيد بين المحطات التي ضبط عليها جهاز أستقبال رأسه وردد قائلا : أنت كداب
قال لطفي : هي تحت لو عاوز تلحق تبص عليها .. إحتمال ندفنها الليلة ، زم سعيد شفتيه وكاد يعتصرها وهو يتنقل بين المحطات ويدوس في عصبيه علي أزرار الريموت وأخيرا رمي الريموت فوق البلاط في يأس فتهشم وصاح في لطفي : الخبر لم تنقله أي محطة أيها البائس السمج .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية