بقلم الكاتب الكبير / عبد المحسن سلامة
فعلا هؤلاء لا يستحقون الحياة، لأنهم فقدوا عقولهم، وأصبحوا أدوات تدمير لمجتمعاتهم.
هم يعيثون فى الأرض فسادا، ولا يمكن حتى مجرد تخيل تلك الجرائم الشنيعة التى يرتكبونها.
أتحدث هنا عن المجزرة التى حدثت داخل مسجد يقع فى مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، والتى راح ضحيتها ما يقرب من 210 ما بين قتيل (93 شخصا) وجريح..
كل التقارير تشير إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، مع استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض.
المجزرة تمت فى أثناء تأدية بعض رجال الشرطة الباكستانية الصلاة داخل المسجد، وقيام شخص إرهابى انتحارى بتفجير نفسه، وتنفيذ الهجوم الدموى البشع.
أتفق مع ما قاله شهباز شريف، رئيس الحكومة الباكستانية، تعقيبا على الحادث، بأنه يجب أن يتم محو هؤلاء الإرهابيين القتلة من على وجه الأرض.
الإرهاب أكبر ابتلاء فى العصر الحديث، وهو ليس له دين، أو وطن، وإنما هناك أفراد فقدوا عقولهم، وآدميتهم يرتكبون هذه الجرائم الوحشية بدوافع شتى، سواء كانت دوافع دينية، أو عنصرية، أو انتقامية.. أو غيرها من الدوافع الإرهابية.
هذا الحادث البشع ذكرنى بما حدث فى مسجد الروضة بشمال سيناء، وارتكاب أحد المجرمين مجزرة دموية بشعة، فى محاولة لكسر إرادة الدولة، لكن، بفضل الله أولا، ثم بجهود جبارة من رجال الجيش والشرطة؛ تم استئصال جذور الإرهاب الخبيثة، واقتلاعها من على وجه أرض شمال سيناء، وكل شبر من أرض الدولة المصرية.
لا بديل عن المواجهة مع هذه النوعيات المدمرة، لكن قبل، وبعد، المواجهة لابد من وعى الشعوب، وحصارها كل تلك النوعيات الخبيثة، والمدمرة، لأنها فعلا لا تستحق الحياة على وجه الأرض- كما قال رئيس الحكومة الباكستانية.