كتب / رضا اللبان
ولد مفخرة الجزائر في عام 1923 بدوار الكواهي بمدينة عين مليلة.
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة: «إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب»، وأيضا «أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا».
وبعد مسيرة حافلة بالبطولات والانتصارات، ألقي عليه القبض من طرف الاستعمار الفرنسي في 23 فيفري 1957(قبل 5 سنوات من استقلال الجزائر)، و تعرض لأنواع وحشية من التعذيب حتى يبوح بأسرار الثورة الجزائرية، لكنه عذب الاستعمار بصمته و رفضه الخيانة، و لم يقدر جلادوه على انتزاع حرف اعتراف واحد منه.
فكان جزاء صمته المشرف أن كسرت أسنانه وسلخ جلده ونزعت أظافره، ووضعوا في فمه قطعة من حديد بعد أن قاموا بتسخينها جيداً في الفرن، لكنه لم ينطق بحرف واحد، وكان صبره أعظم من تعذيبهم، وقبل أن يتم إعدامه قال لهم: “لكم الماضي ولنا المستقبل”، ما جعل سفاح فرنسا الجنرال “مارسيل بيجار” يرفع له التحية ويقول: “لو كان لي 3 من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم”، ويأمر بعدها بإعدامه شنقاً في 4 مارس من عام 1957، حينها ظهر العربي بن مهيدي مبتسماً لحظات قبل إعدامه، وهي الابتسامة التي بقيت عنواناً عريضاً للعزة والكرامة و للحرية التي تؤخذ و لا تعطى.
وفي عام 2001 قدم كبير سفاحي جنرالات فرنسا في الجزائر شهادته عن “العربي بن مهيدي” والتي جاء فيها: “أسابيع من التعذيب، نزعنا أظافره.. جلده.. أجزاءً من جسده.. ولا كلمة خرجت من فمه، بل واصل تحدينا بشتمنا والبصق على وجوهنا قبل تنفيذ حكم الإعدام”.
وتابع قائلاً: “نزلت أنا وضباطي أمام قدميه وقدمنا له التحية الشرفية.. لن توجد امرأة في العالم كله ستنجب رجلاً مثل بن مهيدي.. ولا امرأة”.
و في الأخير إخوتي أنقل إليكم ما سمعته على لسان شقيقة البطل في إحدى الحصص التلفزيونية, إذ قالت أن صهر بن مهيدي نصحه ذات مرة بأن يتنكر (يتخفى) في لباس نسوي تقليدي يدعى “الحايك” (أعتقد أن إسمه في المشرق العربي “الملاية”), و ذلك حتى لا ينكشف أمره من طرف الاستعمار الفرنسي و هو ذاهب لزيارة والديه, فرد عليه العربي بن مهيدي ” لن أتنكر في زي امرأة أبدا, و إن قبض علي الإستعمار, فليقبض علي رجلا”.
رحمه الله و تقبله شهيدا في سبيله.