كتب / رضا اللبان
في قديم الزمان، كان هناك فتاة فقيرة ويتيمة تُدعى بدر البدور، كانت الفتاة طيّبة الأخلاق تتحلى بالخصال المحمودة والحسنة وكانت محبوبة من جميع الناس، وقد ورثت تلك الصفات من والدها، وكان لبدر البدور أخت أكبر منها تُدعى شمس الشموس، ولكنها كانت مُتعجرفة متكبّرة لا يحبها الناس، وقد ورثت هذه الصفات من أمها. كانت الأم تحب ابنتها شمس الشموس؛ لأنها تشبهها في الصفات، وكانت تكره بدر البدور، فكانت الأم توكل لابنتها بدر البدور جميع أعمال المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف وجلب للماء من البئر البعيد وفي يوم من الأيام، ذهبت بدر البدور لتملأ جرَّة الماء من البئر، فأوقفتها امرأة عجوز في الطريق، وطلبت منها أن تُشربها الماء. فأشربتها الفتاة الماء، وشكرتها المرأة العجوز على ذلك ولكن لم تكن تلك المرأة العجوز سوى الجنيّة الطيّبة التي سمعت عن بدر البدور وأخلاقها وأدبها، فأحبت أن ترى ذلك بنفسها، فخرجت لها بصورة امرأة عجوز فأخبرت العجوز الفتاة بدر البدور، أنها لن تتكلّم كلمة إلا وخرج من فمها وردة أو ياقوتة أو لؤلؤة أو مرجانه. وما أن عادت الفتاة إلى البيت، حتى سألتها أمها عن سبب تأخيرها، وبمجرد أن فتحت الفتاة فمها تساقط منه اللؤلؤ والياقوت، فتعجبت الأم من ذلك، وسألت ابنتها عن السبب، فأخبرتها الفتاة بأمر المرأة العجوز التي وجدتها عند بئر الماء. فشعرت الأم بالغيرة من ابنتها بدر البدور، وتمنّت لو أن الحظ جاء لابنتها شمس الشموس، وطلبت الأم من ابنتها شمس الشموس أن تأخذ جرة الماء وتذهب للبئر، وطلبت منها أن تُحسن معاملة المرأة العجوز إذا وجدتها هناك مثلما فعلت أختها الصغرى. فذهبت شمس الشموس إلى البئر، وفي الطريق وجدت امرأة حسنة المظهر يبدو عليها الغنى والثراء، فطلبت المرأة من الفتاة الماء، فرفضت الفتاة أن تعطيها الماء وسخرت منها، ولم تكن تلك المرأة سوى الجنيّة الطيّبة، التي غضبت أشد الغضب من تصرفات الفتاة، وقالت لها بأنها لن تتكلم كلمة إلا وسقط من فمها ثعبان أو ضفدع. وعندما وصلت الفتاة إلى المنزل، أخبرت أمها بما حدث معها وأنها رفضت أن تعطي المرأة الماء، وعندها بدأت الضفادع والثعابين تتساقط من فمها فغضبت الأم وألقت باللوم على بدر البدور، وأنها السبب فيما حصل لأختها، وبدأت تضربها ضربًا مُبرحًا، فهربت بدر البدور من البيت. وبقيت تجري حتى وصلت الغابة، هناك جلست تحت شجرة وبدأت بالبكاء لسوء حظها وبينما هي تبكي بالغابة، شاهدها أمير كان عائدًا من رحلة صيد، وسألها عن سبب حزنها وبكائها، فأخبرته عن والدتها، وكانت كلما تكلّمت كلمة مع الأمير تساقط الدّر من فمها، فتعجّب الأمير من ذلك، وسألها عن السبب، فأجابته بما حدث لها عند البئر. أعجب الأمير بها، وتمنى أن تكون زوجة له، وأخذ الفتاة إلى قصره لتكون ضيفة عند أهله، فحكى لهم قصتها، وأخبرهم أنه يريد الزواج منها، فوافق أهله، وتزوّج الأمير بدر البدور وعاشا بسعادة وهناء. وأما الأخت الكبرى شمس الشموس، فقد طردتها أمها من البيت؛ لأنها لم تعد تطيق البقاء معها بعد أن ملأت البيت ضفادع وثعابين، فذهبت الفتاة للعيش في الغابة؛ لأنها لم تجد أحدًا يؤويها بسبب الثعابين والضفادع التي تتساقط من فمها، فعاشت شمس الشموس وحيدة حزينة بمعزلٍ عن الجميع.
من قصص الأطفال قبل النوم ( منقول )