بقلم دكتورة / الهام سيف الدولة حمدان
المبدعون لايرحلون بل يغيرون عناوينهم هذه جملتي التي تنطوي على قناعتي الكاملة تجاه من يذهبون للقاء رب العالمين من صفوة مبدعي هذا الوطن المائزين..وعليه..أؤكد على قناعتي أن فاتن حمامة باقية لم ..ولن ترحل لكونها ساكنة في وجدان كل محبيها ومحبي فنها الراقي ، إنها كانت ..ومازالت..وستظل .. نجمة من نجوم الأرض.هى سيدة القصر التى رحل جسدها فقط مبارحا القصر، تركته خاليا من ابتسامتها وعبقها وحضورها وموهبتها الطاغية التى أسرت القلوب منذ نعومة أظفارها تركت غرفه خاوية تصفر فيها رياح الفقد والافتقاد إلى وجودها، فنانة استثنائية من جيل العباقرة اعتلت القمة ولم تبرحها حتى الرمق الأخير ومن الصعوبة بمكان أن يستطيع الإنسان أن يحتفظ بالقمة فسرعان مايفقدها عند أول منعطف أو زلة أو سوء تقدير أو اختيار، لكن فاتنة قلوبنا بألمعيتها وذكائها ودهائها امتلكت مايمكنها من التربع عليها طوال مشوارها الفنى المشرق.. ناهيك عن ثقافتها التى أعانتها على الانتقاء المنوَّع الناجح لأدوارها السينمائية أولا والتليفزيونية أخيرا، وحتى من خلال ظهورها في بعض البرامج التلفزيونية المصرية أو الأجنبية كانت وجها مشرقا يموج بالتفرد والاعتداد بالنفس، نموذجا يحتذى للفنان المثقف القابض على كثير من الخبرات الحياتية والمعارف ينثرها عبيرا مغلفا بعطر حضوره وتلقائيته بعيدا عن التصنع والادعاء بل بعفوية صادقة.
وبرغم ابتعادها عن الشاشة فى سنوات عمرها الأخيرة، إلا أننا كنا نستشعر حضورها من خلال أعمالها التى لا نمل من مشاهدتها ومعايشتنا لكل شخصية جسدتها أمامنا،ولا ينسى جميع من تابع خطواتها الفنية والوطنية_في اعتقادي_ ماكانت تشارك به قدر استطاعتها مصرنا المحروسة في همومها الثقال ؛محاولة الاضطلاع بدورٍ وطنى يشد من أزر الوطن لتؤكد من خلاله دور الفن فى مساندة الساسة جنبا إلى جنب وذاكرتنا مازالت تلمع بطلـَّتها الجميلة فى لقاء الرئيس السيسى مع نخبة من فنانى مصر وما تركته فى نفوسنا من أثر طيب لا ينسى، فهى قريبة من القلوب وإن ابتعدت عن الأنظار، وستظل تسكن القلوب التى عشقتها بابتسامتها الوضاءة التى تجسد الفرح والبهجة والألق وفنها الثمين الذى تزدان به شاشاتنا المصرية والعربية بل العالمية أيضا.