بقلم / عبد المحسن سلامة
وثنية أم إلهية..؟!
هل المصريون القدماء كانوا يؤمنون بالله؟.. وما هى عقيدتهم؟.. وهل كانوا يؤمنون بالبعث، والحساب، والجزاء، والجنة، والنار، أم أن عقيدتهم كانت وثنية، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر؟!.. كل هذه أسئلة حائرة منذ زمن طويل، وهناك محاولات بحثية عديدة للإجابة عنها.
أحدث هذه المحاولات البحثية الرائعة كان للزميل الدكتور أسامة زايد، نائب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، فى رسالته التى أعدها لنيل درجة «الدكتوراة» من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والتى فجر فيها العديد من الأسئلة حول عقيدة المصريين القدماء، وهل هناك علاقة تشابه بين تلك العقيدة والرسالات السماوية؟.. وما دلالة ذلك؟.. أم أنها مجرد عقيدة وثنية لا تؤمن بوجود الله، والحساب، والجنة والنار؟!
أكدت الدراسة أن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بالعالم الآخر والآخرة، مما جعلهم يتفننون فى تشييد المقابر، وتقديم القرابين، وزيارة الموتى فى المناسبات، والأعياد.
ربطت الدراسة بين فن وعلم «التحنيط» الذى برع فيه المصريون القدماء، وبين مفهوم «إعادة البعث»، مما جعلهم يتفننون فى حفظ الجثة انتظارا لعودة الروح إلى جسد الميت يوم القيامة.
توصلت الدراسة إلى أن إيمان المصرى القديم بالحياة الآخرة كان منبعه إلهيًا، ونتيجة رسالات سماوية طبقا للآية الكريمة « وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ…» صدق الله العظيم، لأن أغلب معتقدات المصريين القدماء الدينية لم تخرج عما نادت به الرسالات السماوية التى بعثها الله على أيدى الأنبياء، والرسل.
ربط الباحث بين إيمان المصريين القدماء بالحياة الآخرة، والحفاظ على الآثار، والتماثيل، والمقابر، والأهرامات التى حكت لنا تاريخ الحضارة المصرية القديمة، لأن الحفاظ عليها كان له هدف إيمانى بعودة الروح إلى الميت فى لحظة ما.
هى دراسة أكثر من رائعة تستحق التوقف أمامها، وقراءتها أكثر من مرة، لأنها تزيل «اللبس» عن عقيدة المصريين القدماء، وأنها لم تكن عقيدة وثنية وإنما إيمانية بحسب بحث الدكتور أسامة زايد، ونظريته التى نال عنها درجة «الدكتوراة».