كتب / رضا اللبان
كلمة عجيبة لها مفعول السحر في زوال الهموم والكروبات
وقال عبدالرازق في بيانه هذه الكلمة، إن كلمة “حسبنا الله ونعم الوكيل” من أعظم الأمور في التفويض والتسليم لله عزوجل، وفي رفع الملف من الأرض إلى السماء، فكلمة “حسبي الله” أي يكفيني ووكلت من الآيات العجيبة لقضاء المصالح وإطفاء الهم والكرب وسبب في الحفظ من كيد الكائدين ومكر المدبرين، يطفئ الله نار الهم والغم والكرب عنك ويرزقك.
واستدل بما جاء عن عبدالله ابْنِ عَبَّاسٍ: حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
مجربات حسبنا الله ونعم الوكيل 450 مرة.. نتائج مذهلة يُغفل عنها
هذه الصلاة تجعل الله يحبك لو واظبت عليها في وقتها
يُبدل بها خوف المؤمنين أمنًا
كما يذكر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق، أن كلمة (حسبنا الله ونعم الوكيل) كلمة عظيمة؛ تعني الاكتفاء بالله وحده، والاستغناء عن الخلق، فالمسلم يكفيه الله في أخذ حقه، ويكفيه الله في رزقه، ويكفيه الله في صحته، ويكفيه الله في شأنه كله، وهو من يقوم بالدفاع عنه قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ).
وتابع: قد ذكر الله أن بهذه الكلمة يبدل الله خوف المؤمنين أمنًا، وينجيهم من السوء، وينجيهم من شر الأشرار قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)، ويكثر استعمالها في حال الضعف عن أخذ الحق.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء: “فـ “حسبنا الله ونعم الوكيل” كلمة قد تجري على اللسان، لكنها تهز ذرَّات الكون .. كلمة قد يستهين بها الناس، ولكنها تنور قلوب المؤمنين، في ظلمات الفتن ومهالك الحروب”.
الإخلاص على ثلاثة أنواع
كما قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النية مَحَلُّها القلب، فهي عمل من أعمال القلب، والنية لابد فيها من المقصود الحَسَن، وتكون النية بقصدٍ حسن عندما تكون موجَّهة لله رب العالمين.
وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: الإخلاص هو سر الأعمال، والأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تُقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتمُّ وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب، يقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب. وتكلَّم العلماء على هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده، وتكلَّموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب ، ولكن هناك عموم الناس إخلاصه أن يكون العمل خاليًا من الرياء، والرياء هو الشِّرك الخفي كما وصفه رسول الله ﷺ ، فينبغي عليك عندما تصلي ألًّا تصلي للناس، وألَّا تُرائي بعملك هذا من أجل أن يُقال عنك إنك مُصَلِّي، وعندما تُجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لا تفعل هذا من أجل أن يُقال عنك إنك شجاع، وعندما تتعلَّم العِلْم لا تُريد بذلك الشُّهرة والمَجد والفَخَار، وأن يُقال عنك إنك عالم ويُشار إليك بأنك عالم، لا تفعل هذا من أجل هذا، بل لوجه الله وحده، ومن أجل أن يرضى عنك الله؛ لأن الله أمرك بالعبادة، وأمرك بالعلم، وأمرك بكل خير يجب أن تفعله، فلابد عليك أن تفعله وأنت مخلص إخلاصًا لا شَوْبَ فيه ولا رياء فيه، لا الخفي ولا الظاهر، لله رب العالمين.