مهما كان المكان الذي تعيش فيه بالعالم، والتأثيرات الثقافية أو العائلية، تُعتبر النساء أكثر تعاطفًا مع الآخرين من الرجال، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة PNAS، الإثنين.

وقال الباحثون من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، إنّ الدراسة هي الأكبر من نوعها حتى الآن، إذ تبحث في شكل محدّد من أشكال التعاطف، الذي يسمّيه العلماء “نظرية العقل” أو “التعاطف المعرفي”.

ويعتبر التعاطف صفة مهمة لأنه يعكس أسلوب تفاعل الناس اجتماعيًا، ويؤثّر على طريقة تطور علاقاتهم الشخصية.

والتعاطف المعرفي، يعني استيعاب الشخص فكريًا، أي ما قد يفكر فيه أو يشعر به شخص آخر، كما يتمتّع بالقدرة على توقّع تصرفاته للمضي قدمًا.

استخدم الباحثون “اختبار قراءة العقل في العيون” أو “اختبار العيون”. وقاسوا من خلاله قدرة الشخص على التعرّف على الحالة العقلية لشخص آخر أو عواطفه.

ويقوم شخص ما بتعابير محدّدة بوجهه، ويجب على المشارك في الدراسة تحديد ما يفكر فيه هذا الشخص أو يشعر به من خلال مجموعة من الاحتمالات.

وغالبًا ما يستخدم العلماء هذا الاختبار للمساعدة على تحديد إذا كان الشخص يعاني من مشاكل عقلية أو معرفية.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص المصابين بالتوحّد، على سبيل المثال، يسجّلون درجات أدنى في هذه الاختبارات، وكذلك الأشخاص المصابين بالخرف، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الطعام، وغيرهم.

وجُمعت البيانات من مختلف الف الموزّعة حول العالم لمعرفة إذا كان هناك اختلافات ثقافية أثرت على درجات التعاطف. وتمكن مؤلفو الدراسة من جمع نتائج حوالي 306 ألف شخص في 57 دولة، ضمنًا الأرجنتين، وكرواتيا، ومصر، والهند، واليابان، والنرويج.

وفي 36 دولة، سجلت النساء في المتوسط مستويات أعلى بكثير في درجات التعاطف المعرفي مقارنة مع الرجال. وفي 21 دولة، كانت درجات النساء والرجال متشابهة.

ولم تكن هناك دولة واحدة سجّل فيها الرجال كمعدل وسطي، درجات أعلى من النساء.

لم تستطع الدراسة أيضًا تفسير سبب وجود تعاطف معرفي أعلى لدى النساء من الرجال، كما لم تستطع التحدث عن الاختلافات الفردية بين المشاركين.

وتستند الدراسة إلى بحث سابق توصّل إلى النتيجة نفسها، وهي أنّ النساء لديهنّ درجات تعاطف معرفية أعلى من الرجال.

في بعض تلك الدراسات السابقة، تُعزى الفوارق في التعاطف بين الجنسين أحيانًا إلى عوامل بيولوجية واجتماعية.

وأفادت كاري أليسون، المؤلفة المشاركة في الدراسة، ومديرة الأبحاث التطبيقية بمركز أبحاث التوحد في جامعة كامبريدج، ببيان صحفي: “تُظهر هذه الدراسة اختلافًا ثابتًا إلى حد كبير بين الجنسين عابر للدول، واللغ، والعمر”.

وتابعت: “هذا يثير أسئلة جديدة لإجراء بحث مستقبلي حول العوامل الاجتماعية والبيولوجية التي قد تساهم بالفوارق بين الجنسين لجهة التعاطف المعرفي”.