بقلم د / حسن اللبان
في مثل هذا اليوم ٢٨ أكتوبر من عام ١٩٧٣ توفي الدكتور طه حسين ، كلنا نعرفه عميدا للأدب العربي ، حصل علي درجة الدكتوراة من جامعة السوربون عن فلسفة ابن خلدون عام ١٩١٧ ، نعرفه مثيرا للجدل عندما ألف كتابه ( في الشعر الجاهلي ) متبعا فيه مذهب الشك الديكارتي والذي عرضه للاتهام بالكفر والالحاد ، تم ابعاده عن عماده كلية الاداب بسبب رفضه منح الدكتوراة الفخرية لعدد من الأسماء التي اقترحها وزير المعارف آنذاك ، وعندها قامت حركة احتجاجية واسعة من جانب الطلاب واستقال أحمد لطفي السيد مدير الجامعة رفضا لهذا الابعاد الذي يمثل انتهاكا لاستقلال الجامعة وذلك في ٩ مارس ١٩٣٢ ، نعرف أيضا كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) الذي دعا فيه الي التوجه الي أوروبا واستلهام ثقافتها ، وكتابه في أدب السيرة ( الأيام ) وكتابه المهم في السيرة النبوية وغيرها من مؤلفات أثرت المكتبة العربية ، كلنا نعرف مواقفه السياسية وتنقله مابين أحزاب الأحرار الدستوريين والاتحاد وأخيرا الوفد ومقالاته في صحفها والمعارك السياسية والفكرية التي خاضها ، خاصة مع العقاد ، كلنا نعرفه وزيرا للمعارف في آخر وزارة وفدية ، عندما أكد أن التعليم كالماء والهواء ، كلنا نعرف تأييده لثورة يوليو ١٩٥٢ وعمله في جريدة الجمهورية …كل هذا واكثر نعرفه عنه ولكن أزعم أن قليلا منا يعرف أنه تنازل عن وسام ( جوقة الشرف ) الذي منحته له فرنسا ردا علي عدوانها علي مصر عام ١٩٥٦ ….ربنا يرحمه وسواء اتفقنا مع افكاره أو اختلفنا الا انه يظل رائدا من رواد التنوير في القرن العشرين