عاجل

عصير الشمندر.. مفتاح اللياقة البدنية وشيخوخة أكثر صحة
القوات الأمريكية تطلق أكثر من 100 قنبلة وصاروخ دقيق على “داعش” في سوريا بمشاركة مقاتلات أردنية
“لا يهمني مظهر المرأة الآن”.. هل غيرت السياسة ترامب؟
الاعتزاز بالنفس والتكبر
محمد رمضان: “مستحيل أتصور أمام الكعبة”
الانتخابات الأطول في تاريخ مصر.. كيف غير السيسي قواعد اللعبة؟
تركي آل الشيخ يعدد 8 نقاط حول “الست” وسط ما يثار عن الفيلم
*طلاب صيدلة مصريون يحققون حضورًا دوليًا من خلال مشاركتهم في برنامج التبادل الطلابي SEP*
مدبولي يعلن من بيروت رفض القاهرة الانتهاكات الإسرائلية للأراضي اللبنانية
# ردا على من أساؤوا لكوكب الشرق السيده ” أم كلثوم “
توقعات فانغا لعام 2026 تعود للواجهة.. البشرية ستواجه حضارة جديدة
# سعيدة لأنني لمْ أُولَد في عالَمِكم..
البرهان يعرب عن تقديره لمساندة مصر المتواصلة للسودان 
حالات من التوتر الشديد في السودان
ميناء دمياط يستقبل لجنة الهيئة العامة لتخطيط مشروعات النقل

# وطنية بلا شعارات !!!

بقلم / راندا بدر

وطنية بلا شعارات !!!

أيها السادة … أيها السادة … انظروا إلى الرفوف العالية التي وضعت عليها قامات مصر ، ثم انظروا إلى الأرض التي نسير عليها الآن … الفرق بين السماء و الأرض !!!

في زمن ليس ببعيد ، كان الخالق يمنح مصر رجالاً … نعم رجالاً بكلمة واحدة … لم يكونوا بشراً عاديين ، كانوا عمالقة بأخلاقهم ، و عقولهم ، و إخلاصهم … عبدالحميد بدوي باشا لم يكن مجرد اسم في كتاب قديم ، كان ظاهرة قانونية تجلت فيها عبقرية مصر الأصيلة ،
هذا الرجل … وضع ميثاق الأمم المتحدة … نعم ميثاق العالم كله … وقف يحاضر كبار قانوني العالم في لاهاي و كانوا يصغون إليه كما يصغي التلاميذ إلى المعلم القدير … و السنهوري نفسه ، عملاق القانون العربي ، يقول عنه إنه ” أكبر عبقرية قانونية في العصر الحديث ” … السنهوري الذي حير العالم بذكائه يقول هذا الكلام !!!

، و السؤال الذي يصرخ في وجهي الآن … أين بدوي اليوم ؟ أين السنهوري ؟ أين طه حسين و العقاد و نجيب محفوظ و زويل ؟!
لقد استبدلنا القامات بالأقزام … استبدلنا العباقرة بالـ” ميديوكرات ” … نعم ” الميديوكرات” … أولئك الذين يتصدرون المشهد و هم فارغون كالقشور، يتمايلون كالببغاوات ، يرددون ما يسمعون دون عقل أو فهم ،
أصبحنا نعيش في زمن ” الفهلوة ” … زمن الادعاء و الكلام الفارغ … زمن الأضواء الخادعة ، و الضحك على الذقون … رحل العمالقة و جاء من يحملون ألقاباً لا يستحقونها ، و مناصب أكبر من عقولهم ، و مكاتب فاخرة لا تتناسب مع إنجازاتهم الوهمية ،
لماذا لم نعد نرى نماذج مثل بدوي ؟؟؟
لأننا أصبحنا نعبد الشكل على حساب المضمون … لأننا نكافئ الرداءة ، و نكافئ من يصعدون على أكتاف غيرهم … لأننا نستمع إلى صوت المزمار و لا ننصت إلى عمق الفكرة ،


لقد خنا تراث الآباء … خانّا الأمانة … تركنا إرثهم العظيم ينهار كما تتهالك مباني القاهرة العتيقة ، و نحن نتفرج كأن الأمر لا يعنينا !!!

يا سادة … النهضة التي نتباهى بها لم تكن من صنع فرد واحد ، بل كانت من صنع جيل كامل من العمالقة … جيل آمن بمصر و عاش لها و مات من أجلها … جيل لم يسأل :-
ماذا سأستفيد ؟
بل سأل :-
ماذا سأقدم ؟

أما اليوم … فقد أصبح السؤال : –
كيف أتصدر المشهد ؟
كيف أظهر في التلفزيون ؟
كيف أحصل على منصب ؟
كيف أملأ جيوبي ؟!
العار كل العار … أن نرتدي عباءة الآباء و نحن أقزام … أن ننام على أمجاد الماضي دون أن نضيف لها حرفاً واحداً … أن ندعي الثقافة ، و نحن لا نقرأ … أن ندعي القيادة و نحن لا نخدم إلا أنفسنا ،


كفى فهلوة … كفى ادعاء … كفى ترديداً لكلمات لا نفهمها … إن مصر تستحق أكثر من هذا … تستحق رجالاً من طينة بدوي ، و السنهوري … رجالاً يعرفون معنى العطاء بلا حدود … و الوطنية بلا شعارات ،
و إلا … فسنصبح مجرد ذكرى في كتب التاريخ … شعب عاش في الماضي و لم يستحق الحاضر و لم يعد له مستقبل .
#راندا_بدر

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net