بقلم / عايدة رزق
«أنا لا أعرف ما هى الأسلحة التى سوف تكون فى الحرب العالمية الثالثة.. ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصى والحجارة».. تلك كلمات قالها عالم الفيزياء الشهيرة «ألبرت اينشتاين» .. أما الفيلسوف الألمانى «هيجل» فكان يؤمن بأن الحرب جزء من التاريخ البشرى، فطالما وجدت الحياة فإن ثمة صراعا سيدور حتما… أيضا «ابن خلدون» تعامل بواقعية مع ظاهرة الحرب، واعتبارها حالة بشرية مكررة وطبيعية… لكن «مارك توين» أبو الأدب الأمريكى الساخر الذى مات 1910 عبر عن كراهيته للحرب ووصفها بأنها مجزرة بين أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض. .. أما المدهش حقا، فهو كلام الفلاسفة الذين ماتوا قبل منتصف القرن الماضى، وكان كلامهم كأنهم يعيشون معنا اليوم.. واحد منهم هو الفيلسوف الفرنسى «هنرى برجسون» الحاصل على جائزة نوبل للآداب 1927 والذى قال «الحرب هى تسلية الزعماء الوحيدة التى يسمحون لأفراد الشعب بالمشاركة فيها»… وبجوار كلمات الفلاسفة والمفكرين هناك كلمات بليغة قالها حكماء.. كالأوطان لا تموت من ويلات الحروب، ولكنها تموت من خيانة ابنائها… والحرب هى نهاية الأحلام وبداية الكوابيس.. والحرب هى قصة مأساوية تنتهى بأنقاض وآلام وأشلاء.. والحرب هى أم كل الشرور، وهى تجعل الإنسان وحشا.
والحرب هى اختبار لإنسانيتنا، وعلى مدى قدرتنا على الشر.
والحرب جرح لا يندمل فى قلوب الأمهات. أما المؤرخون الذين يسجلون أحداث الحروب فقد وجدوا أنه منذ بداية التاريخ المسجل.. لاتوجد سوى 268 سنة فقط مرت بدون حروب… ويقول المؤرخ «ويل ديورانت»: «إذا توقعت دولة ما نزاعا مع بلد معين.. راحت تثير فى شعبها الكراهية لذلك البلد، كى تصل بهذه الكراهية إلى نقطة مميتة فى الوقت الذى تؤكد فيه حرصها على السلام». وتبقى كلمة «هتلر» الذى كان يخاف من الظلام والقطط. والذى أشعل نيران الحرب العالمية الثانية التى بلغ عدد ضحاياها ما يقرب من 78 مليون شخص… والكلمة وصف فيها هتلر الحرب بأنها كفتح باب غرفة مظلمة.. لن تعرف أبدا ما الذى سيحصل عند فتح هذا الباب!!.