عاجل

تعرض عنصرين من الحرس الوطني الأمريكي لإطلاق نار قرب البيت الأبيض
# نبض لا يدفنه التراب …… قصة قصيرة
مصر تحقق “قفزة تاريخية” في صادرات الذهب والأحجار الكريمة.. ما القصة؟
ليفربول يتلقى هزيمة “مهينة” في عقر داره بدوري الأبطال
ترامب يستبعد جنوب إفريقيا من قمة مجموعة العشرين 2026
10 محافظات تنتهي من حصر وحدات الإيجار القديم.. اعرف المناطق المتميزة والمتوسطة والاقتصادية
“كنا خارجين من فوضى وخراب”.. السيسي يعلق على موقف روسي تجاه مصر ودعمها بـ”المعرفة النووية”
8 عادات للأشخاص المتميزين.. اكتشف أسرار التركيز والإبداع!
الفنان عمر خيرت يطمئن جمهوره ويعلن عن حفله الأول بعد تعافيه
مصر ترسل فريقا لتطوير أهم موانئ السودان
ارتفاع حصيلة ضحايا حريق المجمع السكني في هونغ كونغ إلى 13 قتيلا و22 مصابا
مصر والجزائر.. بلوغ العلاقات مرحلة غير مسبوقة في تاريخهما
الشرق الأوسط يغرق في أخطر مرحلة في تاريخه الحديث وأمطار تكشف بداية عصر المناخ الوحشي والقوة الغاضبة
سلاف فواخرجي ترد على منتقديها وتُدخل إسرائيل على الخط
البرهان يناشد ترامب التدخل لصالح إنهاء الحرب في السودان

# نبض لا يدفنه التراب …… قصة قصيرة

بقلم دكتورة / أميرة النبراوي

نبض لا يدفنه
التراب

كانت تقف عند فوهة قبره، يداها ترتجفان، وعيناها تقاومان الدموع. أيقنت أنّ النهاية قد كُتبت، وأنّ الحبيب لن يعود. ومع ذلك، ظلّ قلبها يصرخ بصوت
“سنلتقي يا حبيبي… بعد حين.”
دفنته الأرض، ودفنت معه النبل والمروءة والطيبة. و النخوه ،رأته آخر مرة يتحدّى الموت، يبتسم رغم الألم، يتظاهر بالقوة ليحمي الجميع من فجيعة رحيله. ومنذ تلك اللحظة، صار غيابه ثقيلاً كالحياة نفسها.
قبل أيام، سمعت صوته يعود إليها من خلال مكالمة ابنته “إلهام”.
كانت تخشى الاتصال، تخاف أن يسمع نبضها ويخونها صوتها. لكن صوت الفتاة كان يحمل عطر الماضي، يرفرف بالشوق والحب والذكرى. سألتها إلهام
أين أنتِ؟ لماذا لم تزورينا منذ زمن؟
فأجابت بحزن متماسك:
لأنّ أباكِ، لا يزال حيًا عندي. أراه أمامي في كل مكان.
لم تقترب من منزلهم الراقي وسط أشجار المعادي منذ وفاته. كانت تخشى أن تدخله وحدها، فتراه منطرحًا على أريكته، أو جالسًا في مكتبه، يحمل سكون الألم في عينيه. كانت تخشى أن تسمع خطواته القادمة من خلف الباب، أو أن يبتسم لها كما كان يفعل كلما اقتربت منه.
لقد أحبّ الأطفال، عانق حياتهم، وتعلّق بهم. كان يقاوم المرض لا من أجل نفسه، بل من أجلهم و يعلّم طلابه معنى الصمود، ويُعلّمها هي معنى الصبر. كان يرفض أن ينهزم أمام الموت. حتى عندما كانت الدموع تملأ عينيه، كان يخفيها خلف ضحكته، خلف تلك القوة التي لا يملكها إلا العظماء.
تعلّمت منه أنَّ الألم لا ينتصر إذا قاومته الروح. وأن الحب حين يعيش في القلب، لا يعرف الهزيمة.
في الليالي التي تلت رحيله، كانت تشعر به يمرّ بجوارها. يجلس قرب نافذتها. يسمع أنفاسها.
وكانت تقول في سرّها:
“يموت الجسد… لكن الروح تبقى.”
لم يكن موت الحبيب نهاية. بل كان بداية حياة أخرى. حياة بلا جسد، بلا صوت، بلا يدين تمسكان يدها. لكنه كان حاضرًا بكل ما هو أعمق:
حاضرًا بنبض القلب.
وفي مساء صامت، حين جلست وحدها تستعيد الذكريات، شعرت به يقف خلفها.
نفس النظرة. نفس الابتسامة. نفس الشوق الذي لا تمحوه الأيام.
لم يكن وهماً… كان هو.
قالت له ببسمة باكية:

ظننتُ أن الموت سيأخذك مني.
فهمس إليها بصوت لا يسمعه إلا العاشقون— أنا لم أرحل. أنا هنا… أقرب مما تظنين.
عندها أدركت الحقيقة التي تأخرت طويلًا:
الموت لا يأخذ الأحبة، نحن فقط نفقد أجسادهم. أما أرواحهم فتبقى، ترافقنا في وحدتنا، في ذكرياتنا، وفي كل خطوة نمشيها دونهم.

رفعت رأسها نحو السماء وقال

“نبض لا يدفنه التراب… سأراك يومًا، حين يعود الغائب وتعود الحياه بعد السكون.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net