كتب د / حسن اللبان
أعلنت مصر عن جهود مكثفة للعمل على خفض التصعيد وتهيئة الظروف لإعادة المسار التفاوضي بين ايران والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق شامل حول الملف النووي الإيراني.

وذكرت الخارجية المصرية في بيان لها أن وزير الخارجية بدر عبدالعاطي أجرى اتصالات مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، و رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، و ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، لمتابعة التطورات على صعيد الملف النووي الإيراني.
وأوضحت الخارجية المصرية أن تلك الاتصالات تأتي في إطار الجهود المبذولة لدعم الأمن والاستقرار وخفض التصعيد بالمنطقة، والبناء على الزخم الذى تولد عقب التوقيع على اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في 9 سبتمبر الماضي.
وأكد بيان للخارجية المصرية أن الاتصالات تناولت ضرورة مواصلة العمل على خفض التصعيد وبناء الثقة وتهيئة الظروف لإعادة المسار التفاوضي بين ايران والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق شامل حول الملف النووي الإيراني، يراعى مصالح جميع الأطراف ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأشار البيان إلى وجود اتفاق على مواصلة متابعة الجهود والاتصالات، ودراسة الأفكار المطروحة لتحقيق الانفراجة المأمولة في الملف النووي الإيراني الذي يعد أحد أكثر القضايا تعقيدا في السياسة الدولية منذ عقود.
وبدأ برنامج إيران النووي في السبعينيات تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وتسارع تطوره بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وفي عام 2015 وقعت إيران اتفاق الخطة الشاملة المشتركة مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، والتي حدت من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، مما أدى إلى إعادة فرض عقوبات قاسية واستئناف إيران لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى 60%، قريبة من الدرجة العسكرية (90%)، وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي 2025 شهدت المنطقة تصعيدا دراماتيكيا، بما في ذلك حرب قصيرة بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يوما في يونيو، أدت إلى تدمير جزئي لبعض المنشآت النووية الإيرانية، مما أثار مخاوف من سباق تسلح إقليمي.
وفي 9 سبتمبر الماضي، وقعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية “اتفاق القاهرة” في القاهرة، برعاية مصرية، لاستئناف التعاون والتفتيش على المنشآت النووية، بمشاركة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومدير الوكالة رافائيل جروسي.