تعتزم الحكومة المصرية رفع حجم أسطول الطيران بنسبة تصل إلى 30% خلال الفترة المقبلة، مع إسناد إدارة وتشغيل عدد من المطارات لشركات عالمية كبرى متخصصة من القطاع الخاص، وذلك ضمن خطة شاملة لتطوير البنية التحتية للقطاع، كما تعمل على حصر جميع الأراضي الصالحة لإقامة فنادق جديدة على ضفاف النيل لطرحها أمام المستثمرين، بهدف زيادة الطاقة الفندقية وتعزيز القدرة الاستيعابية للسياحة

وإلى جانب ذلك، يجري إعداد خريطة شهرية تتضمن الفعاليات الفنية والحفلات والمهرجانات، بما يثري التجربة السياحية ويجذب مزيدا من الزوار، وتأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية الدولة لزيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، خاصة وأن قطاع السياحة يُعد حاليًا الأسرع نموًا والأكثر قدرة على جذب العملة الصعبة.

واستقبلت مصر 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة زيادة سنوية بلغت 24%، وفق تصريحات صحفية لوزير السياحة شريف فتحي، وتستهدف أن يتجاوز أعداد السائحين 17 مليون سائح بنهاية العام الحالي، لتسجل رقما قياسيا جديدا في أعداد السياحة الوافدة للبلاد.

وقال وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أحمد الطيبي، إن أسطول مصر للطيران سيشهد إضافة نحو 30 طائرة جديدة خلال الفترة المقبلة، من بينها 18 طائرة من طراز “إيرباص A350″ ” والباقي من طراز “بوينغ 737″، وستتم عملية التسليم تدريجيا ما بين عامي 2026 و2030، بعد تأجيل دام عامين بسبب أزمة سلاسل الإمداد العالمية، وتراكم الطلب على الطائرات، على أن تصل أولى طائرات الإيرباص مع نهاية 2025.

ومن المقرر أن تنضم 28 طائرة جديدة إلى أسطول شركة مصر للطيران، اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول، وذلك بعدما احتلت الشركة المركز 68 عالميًا في تصنيف مؤسسة Skytrax العالمية، وجائزة أفضل شركة طيران في إفريقيا من حيث مستوى الخدمات المقدمة للركاب لعام 2025، وفق تصريحات وزير الطيران.

وذكر الطيبي، في تصريحات خاصة لـ“CNN بالعربية”، أن زيادة الأسطول الجوي تمثل “خطوة جوهرية” في دعم قطاع السياحة المصري، لاسيما أن نحو 97% من السائحين الوافدين إلى مصر يصلون عبر الطائرات، بينما تأتي النسبة المتبقية عبر المنافذ البرية والبحرية مثل طابا والسلوم من ليبيا وتونس، مشيرًا إلى أن التوسع في الأسطول يتطلب بالتوازي تطوير البنية التحتية للمطارات، حيث يجري حاليًا العمل على إنشاء صالة 4 بمطار القاهرة الدولي لزيادة الطاقة الاستيعابية، على أن يتم تشغيلها بالطائرات الجديدة، بجانب خطط لإسناد إدارة وتشغيل المطارات لشركات عالمية متخصصة بما يضمن تحسين مستوى الخدمة وتسهيل تجربة السفر.

وتعمل الحكومة المصرية على إنشاء مبنى الركاب الجديد رقم (4) بمطار القاهرة، بطاقة استيعابية 30 مليون راكب سنويًا، وسيعتمد المبنى على أنظمة متقدمة وتطورات تقنية في مجال تشغيل المطارات، تتضمن ما يتعلق بالملاحة الجوية والعمليات الأرضية وتشغيل المباني وكذا البنية التحتية، بالإضافة إلى دمج تقنيات مبتكرة مستندة إلى أحدث نتائج البحث والتطوير لتوفير بيئة ذكية بالكامل.