دراسة وتحليل / هالة راضي
كتاب “الابتزاز العاطفي📖: حينما يستخدم من حولك الخوف والإلزام والشعور بالذنب للتلاعب بك” للكاتبة سوزان فوروارد ✍️هو مرشد شامل يكشف الطرق التي يمكن بها للأشخاص المقربين أن يؤثروا على سلوكياتنا وقراراتنا من خلال استغلال مشاعرنا. يبدأ الكتاب بالتعريف بمفهوم الابتزاز العاطفي كأداة تلاعب، حيث يستخدم المُبتَزّون العاطفيون التهديدات للإكراه على الامتثال لرغباتهم تحت وطأة العقاب المحتمل.🤔
يتطرق الكتاب📖 بعمق إلى الأدوات الثلاثة الرئيسية للابتزاز العاطفي: الخوف، الإلزام، والشعور بالذنب. يُستخدم الخوف لترهيب الضحية، الإلزام لإقناعها بضرورة الاستجابة لتوقعات الآخرين، والشعور بالذنب لخلق إحساس بالمسؤولية تجاه سعادة ورفاهية الشخص المُبتَزّ.
📖 ملخص كتاب ” الابتزاز العاطفي ” بقلم الكاتبه ✍️ :
د. سوزان فورورد
إذا كنت أحببتني حقا بعد كل ما فعلته من أجلك فلماذا تتصرف بأنانية؟
حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك.
لا يسلم أحد من الابتزاز العاطفي فهي لعبة يتشارك فيها طرفان، أحدهما المبتز عاطفيًّا والآخر المستهدَف، وعلى الرغم من حدة المشاعر المصاحبة له، فإنك غالبًا لا تشعر بوجوده، لكن توضِّح الكاتبة هنا ماهية الابتزاز العاطفي، وتحلِّل نفسية صاحبه، وكيفية وضع الخطة للتخلُّص منه، وتحطيمه إلى الأبد.
تشخيص الحالة📖
يشترك في عملية الابتزاز العاطفي طرفان؛ أحدهما يكون المبتز والآخر يكون الضحية، وتتميَّز هذه العملية بالغموض؛ حيث يرسل بعض المبتزين بإشارات مختلطة، أي يتصرفون أحيانًا بلطف وأحيانًا يلجؤون إلى الابتزاز، وهذا يجعل من الصعب اكتشاف هذا التلاعب، بجانب حدوثه في علاقة الغالب عليها الكثير من الأمور الجيدة الإيجابية، فتطغى ذكريات التجارب الإيجابية على الشعور المتقطِّع الذي ينتابك بأن هناك شيئًا ليس على ما يرام، وهناك بالفعل مبتزون واضحون يهدِّدون تهديدًا مباشرًا ومستمرًّا بما سوف يحدث إذا لم تستجب لرغباتهم، كمثل هذا القول: “إذا تركتني، فلن ترى أطفالك مرة أخرى أبدًا.
أوجه الابتزاز المختلفة 📖
للمبتزِّين أنواع كثيرة، فكلٌّ منهم يستخدم مفردات مختلفة، وله أسلوب مميز في المطالب والضغط والتهديد، وتجعل هذه الاختلافات الابتزاز العاطفي أمرًا يصعُب اكتشافه، ولكن عندما تُدرك أنواع الابتزاز تستطيع رؤية الإشارات التحذيرية في تصرُّف الطرف الآخر، والتنبؤ بحدوث ابتزاز عاطفي، بل ومنعه من الحدوث.
أول الأنواع المبتزون المعاقِبون، وهم المبتزون الأكثر وضوحًا، فأي محاولة لمقاومة طلباتهم يغضبون على الفور.
وثانيها المعاقِب الذاتي يخبرك دائمًا بأنك إذا لم تفعل ما يريده منك ستصيبه أزمة صحية، أو ربما لا يستطيع العمل، لأنه يعرف أن هذه هي أنجح طريقة للتلاعب بك.
وثالثها المعانون؛ وهؤلاء منهمكون في مشاعرهم السيئة فقط، ويفسرون عدم قدرتك على قراءة ما يدور في خاطرهم أنك لا تهتم بأمرهم، فهم ماهرون في لعبة “خمِّن ماذا فعلت بي”.
أدوات الابتزاز 📖
من أسرع الطرق التي يلجأ إليها المبتز لخلق الشعور بالذنب غير المستحق هو استخدام اللوم، وإرجاع كل مشاكله عليك، ويتاجر بجملة “كل هذا بسببك”، كقوله “حالتي المزاجية سيئة بسببك”، أو “أصابني برد شديد بسببك”، ولا يأتي الشعور بالذنب وحده، بل يكون مصحوبًا بجميع عناصر التلاعب كالخوف والالتزام.
ويرى المبتز نفسه دائمًا حكيمًا وحسن النية، ويضع دائمًا اشاعات حول شخصيته ودوافعه ويدعي كذبا انه طيب، ويستخدم أسلوب الالتفاف لتحديد من الصالح ومن الطالح في أي نقاش، وهذا الأسلوب شائع في الصراعات العائلية، كمحاولة الآباء السيطرة على أبنائهم البالغين مع حفاظهم على الحب والاحترام، ويستخدم بعض المبتزين الاتهام الباثولوجي؛ وهو بمثابة اتهام المبتز للآخر بالمرض عندما لا يوافق على ما يريده، فيتهمه بالعصبية والانحراف والهوس والهستيريا، ويبدِّد الثقة من خلال جمع كل الأحداث غير السعيدة الحادثة على مدار العلاقة، وإرجاع سببها إلى عجزه على الصعيد العاطفي، وهذه أكثر أداة سامة وفعالة.
حان وقت التغيير 📖
أول شيء يجب على أي شخص معرض للابتزاز العاطفي فعله هو لا شيء؛ بمعنى عدم اتخاذ قرار وعدم الرد لحظة تلقي الطلب، ويمثل هذا الأمر تحديًا عندما يكون الضغط قويًّا للحصول على إجابة، وسيساعد على حدوث ذلك تعلُّم بعض العبارات التي تعطي للأمور وقتًا مثل: “لا أستطيع أن أجيبك الآن، أحتاج إلى بعض الوقت للتفكير”، أو “أنا لست متأكدًا من شعوري حيال ما تطلبه، فلنناقش هذا لاحقًا.
وإذا استمر المبتز في الضغط عليك، استمر أنت في تكرار هذه العبارات، وكلما كان المطلب أكثر خطورة، طلبت المزيد من الوقت للتفكير، وقد تثير هذه التصرفات ارتباك المبتز أو تثير غضبه، فأنت غيَّرت السيناريو المتوقع، وإذا كنت تتعامل مع المبتزين المعاقبين الذين يكرهون التخلي عن السيطرة، من الأفضل أن توضح دوافعك من خلال قول شيء مثل: “هذا ليس صراعًا على السلطة”، أو “الهدف من ذلك أنني أريد المزيد من الوقت للتفكير حقًّا”، فإذا كنت تتعامل مع شخص عاقل، فهذه التصريحات المطمئنة والمراعية للمشاعر، قد تساعد على تهدئة الموقف، ولكن إذا لم تفلح هذه التصريحات، فالأفضل هو الانصراف والاستئذان والذهاب إلى مكان آخر تحظى فيه ببعض الهدوء، وتسمح لمشاعر الابتزاز بالخمود، وخلال الوقت الذي اتخذته للتفكير، فأفضل ما تقوم به هو المراقبة واسترجاع الطلب وكيف كانت طريقته؟ وماذا كانت ردَّة فعل المبتز عند رفضك لطلبه؟ ومن ثم دوِّن ما يدور في ذهنك من أفكار ومعتقدات، والتي أشهرها “لا بأس من أن أعطي أكثر مما أحصل عليه”، أو “إذا أحببت شخصًا ما، فأنا مسؤول عن سعادته”، ثم اسأل نفسك أين تعلمت وتلقيت هذه العبارات؟ ومنذ متى وأنت تؤمن بها؟
وكل هذه المعتقدات غير صحيحة، تشرَّبتها على مدار السنوات عن طريق الأشخاص أصحاب السلطة في كل مرحلة من حياتك كالآباء والمدرسين، وهذه المعتقدات هي أساس المشاعر،
فكل شعور بالخوف أو الذنب ينتابك يكون بسبب اعتقاد سلبي ما بداخلك، ومن المهم أن تكون صادقًا قدر الإمكان وأنت تراقب، ولا تحكم على مشاعرك أبدًا.
تحلل الكاتبه فوروارد✍️ الأسباب النفسية التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للتأثر بمثل هذا التلاعب، وترجع ذلك غالباً إلى التاريخ الشخصي وطريقة التربية. تقترح أن جذور الضعف أمام الابتزاز العاطفي غالباً ما تكون متأصلة في الماضي، حيث تضع ديناميكيات الأسرة المبكرة الأساس للعلاقات المستقبلية.
يُبرز الكتاب📖 سمات الشخصيات المُبتَزّة وضحاياهم؛ فالمُبتَزّون يكون لديهم غالباً خوف مُتأصّل من الخسارة أو الهجر، أو حاجة ملحة للسيطرة. في المقابل، الضحايا غالباً ما يكونون أشخاصاً يتمتعون بحس مرتفع من المسؤولية تجاه الآخرين وخوف من إغضاب الأشخاص الذين يهتمون بهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للتلاعب.
يُخصص جزء كبير من الكتاب📖 لاستراتيجيات عملية لمواجهة الابتزاز العاطفي. تُؤكّد فوروارد على أهمية التعرف على علامات الابتزاز العاطفي والأنماط التي يستخدمها المُبتَزّون. تُرشد القراء حول كيفية تحديد الحدود الشخصية وتطبيقها، على الرغم من الردود السلبية المحتملة من المُبتَزّ.
تتناول الكاتبة✍️ أيضًا ديناميكيات العلاقات الأوسع، وتقدم نصائح حول تقنيات التواصل التي تشمل الاستماع الفعّال والتحدث الجريء، مما يمكّن الضحايا من التفاوض بشكل أكثر فعالية مع المُبتَزّ. تدعو فوروارد إلى اتباع نهج حازم ولكن متعاطف، مقترحةً أن الحفاظ على الاحترام للذات وللمُبتَزّ يمكن أن يساعد في إعادة ضبط العلاقة.
في الختام📚، تناقش فوروارد أهمية الاهتمام بالنفس والأنظمة الداعمة لمن يعانون من الابتزاز العاطفي. تشجع على طلب العلاج النفسي أو الانضمام إلى مجموعات الدعم لتعزيز العزيمة والاستفادة من تجارب الآخرين. الرسالة الأساسية للكتاب هي تمكين الذات، مؤكدةً أنه بينما قد لا نتمكن من تغيير سلوك المُبتَزّ، يمكننا تغيير رد فعلنا تجاهه، مما يُعيد لنا السيطرة على حياتنا العاطفية✍️ 📖
























































