كتب د / حسن اللبان
وصف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى اعتراف بريطانيا رسميا بدولة فلسطين بأنه يمثل إما تصحيحا للموقف البريطاني أو بداية لتطور جديد في مسار القضية الفلسطينية.

وأكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية أن اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية يحمل “مغزى وأثرا خاصا”، لاسيما وأنها الدولة المعنية هي صاحبة وعد بلفور.
ووعد بلفور هو بيان علني أصدرته الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقلية يهودية (حوالي 3-5% من إجمالي السكان).
وردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي أعلن فيها أنه لن تقوم دولة فلسطينية، قال الدبلوماسي العربي السابق: “هو حر يقول ما يشاء، لكن الأغلبية الآن تعترف بفلسطين”، لافتا إلى أن أربعة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن باتوا يعترفون بفلسطين، وهو ما يعزز اليقين بأن الدولة الفلسطينية ستقوم.
وأوضح الدبلوماسي العربي السابق في اتصال هاتفي ببرنامج الحكاية مع الإعلامي المصري عمرو أديب، أن خطوة لندن تنطوي على رمزية سياسية وتاريخية مهمة، وتمثل بداية لحركة سياسية أوسع في إطار المجتمع الدولي الذي أصبحت أغلبيته، بنسبة تصل إلى 80% من الدول، تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاعترافات المتتالية ترسخ أن “الدولة أصبح لها صاحب”.
وأشار إلى أهمية انعكاسات هذه الخطوة على الموقف من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، متسائلا ما إذا كانت الدول التي لم تعترف بعد ستتجه تباعا إلى الاعتراف بفلسطين، مؤكدا أن دعم القضية الفلسطينية لم يعد مقصورًا على الدول العربية فحسب، وإنما بات دعما عالميا يقوم على التمسك بالقانون الدولي الذي جرى العبث به.
وأشار إلى أن الاعتراف البريطاني يمثل خطوة بالغة الأهمية خاصة بعد ما شهدته غزة، وما يحدث في دول أخرى مثل لبنان وسوريا وقطر، من “عبث غير مسبوق بالكرامة العربية”، مؤكدا أن مواقف دول مثل كندا وأستراليا، ومن قبلها إسبانيا وإيرلندا، ستفتح الباب أمام مزيد من الدول لانتهاج المسار نفسه.
واختتم موسى بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية “لا تزال حية وقادرة على التأثير في المنطقة”، وأن مثل هذه الخطوات تعيد الثقة في القانون الدولي الذي تعرض لانتقاص كبير خلال السنوات الماضية.