كتبت / منال خطاب
عمرو عبد الباسط عبد العزيز دياب، من مواليد بورسعيد 11 أكتوبر 1961 لأب شرقاوي الأصل تعود نشأته إلى قرية سنهوت مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، كان يعمل بشركة قناة السويس للمنشآت البحرية، لذا انتقل للعيش بجانب عمله وهناك التقي بزوجته بورسعيدية النشأة وعاشوا معاً في بورسعيد حياة هادئة حتى عام 1967 ما قبل النكسة، حيث غنى عمرو دياب للمرة الأولى وهو في السادسة من عمره أمام محافظ بورسعيد وحصل على الهدية الأولى في حياته لإتقانه النشيد الوطني المصري وكانت الهدية عبارة عن قيثارة.
شخصية عمرو دياب الفنية
من المعروف أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في شخصية كل إنسان ناجح، وقد بدأت شخصية الفنان عمرو دياب في التشكل منذ أتم ست سنوات، حيث بدأت أحداث الحرب في بورسعيد وكانت المحطة الأولى في حياته هي انتقاله من بورسعيد إلى قرية سنهوت بلد أبيه، في موجة الجلاء الجماعي لسكان محافظات القنال وتهجيرهم من بيوتهم حتى لا يقع عليهم أضرار الحرب، فتأثر بتغير البيئة وكان الغناء والآلات الموسيقية اصدقاؤه في عالمه الجديد.


لقى عمرو دياب الدعم من العائلة مِن حوله، واخذ يعزف الآلات الموسيقية وتعلق بحبها، كما كان يغني في التجمعات العائلية، إلى أن أنهى مرحلة الثانوية العامة، والتحق على الفور بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وانتقل معها إلى القاهرة وذلك في عام 1982، لتبدأ على الفور في العام التالي 1983 مسيرته الفنية التي دامت لأكثر من أربع عقود.


مسيرة عمرو دياب الفنية
هاني شنودة كان هو من قدم عمرو دياب كفنان ومطرب للجمهور المصري، ولحن له أول أغانيه بعنوان “الزمن”، ومنها سجل ألبومه الأول” يا طريق” في نفس العام 1983، لتتوالى بعدها سلسلة من النجاحات التي لا تنتهي، حيث قدم:
- في عام 1984 قدم ألبوم “غني من قلبك”.
- أما بحلول عام 1985 قدم ألبوم “يا حلوة”.
- وفي عام 1986 تخرج عمرو دياب من المعهد العالي للموسيقى العربية وقدم ألبوم “هلا هلا” ومعه أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم السجينتان مع إلهام شاهين وسماح أنور.
- وأصدر في العام 1987 ألبوم خالصين، والذي بدأ معه شهرته الحقيقية بين جيل الشباب.
- بدأت مسيرته مع جيل الشباب آنذاك بتعاونه مع حميد الشاعري للمرة الأولى في عام 1988 من خلال تقديمه ألبوم “ميال”، والتي حصل بها على جائزة أحسن مطرب في الوطن العربي، كما دخلت الأغنية كواحدة من أحسن 50 أغنية على مستوى العالم لهذا العام.
- كما قدم في 1989 ألبوم “شوقنا”، وفي نفس العام ظهر كبطل سينيمائي لأول مرة من خلال فيلم “العفاريت” أمام الجميلة مديحة كامل، وقدم بالفيلم مجموعة من الأغاني.


محطات في حياة عمرو دياب
مر عمرو دياب بالعديد من المحطات في حياته التي شكلت شخصيته الفنية، وكانت المحطة الثانية هي الأكثر تأثيراً بعد نشأته في تحول عمرو دياب من فنان شاب إلى عمرو دياب الاسم اللامع في الموسيقى العربية:
- تزوج من شيرين رضا، وطرح ألبومه “متخافيش” والذي لاقى نجاحاً واسعاً داخل مصر وخارجها.
- اختير لتمثيل مصر في بطولة أمم افريقيا 1990 وغنى بالعربية والانجليزية والفرنسية، وأضبح يُسمع في جميع أنحاء العالم.
- تعاون مع شركة صوت الدلتا في عام 1991 لإنتاج ألبوم “حبيبي” وتم استخدام الساكسفون للمرة الأولى في أغانيه، ولاقت الأغنية نجاحاً وشهرة واسعين في أنحاء العالم العربي.
- في عام 1992 أصدر ألبومه “أيامنا” بالتعاون مع حميد الشاعري مرة أخرى، وفيلم آيس كريم في جليم.
- انفصل عن شيرين رضا بعد ثلاث سنوات من زواجهما وبعد إنجاب” نور” طفلته الأولى.


- حرص عمرو دياب على تطوير أغانيه واستخدام موسيقى استثنائية وإدخال أنواع جديدة من الموسيقى بعد ذلك في الألبومات التالية فطرح لنا في 1993 ألبوم يا عمرنا، و1994 ألبوم ويلوموني، و 1995 راجعين، و1996 حبيبي يا نور العين والذي حطم جميع الأىقام القياسية في المبيعات ليصبح عمرو دياب المطرب الأول في الشرق الأوسط الذي يحقق كل تلك النجاحات المتتالية.
- في عام 1997 أصبحت أغنية نور العين تغنى بالعديد من اللغات وتم إصدار مجموعة من الريمكسات لتناسب جميع شعوب العالم.


- وفي عام 1998 صدر ألبوم عودوني، والذي حصل به على مجموعة كبيرة من الجوائز، ثم ألبوم قمرين في 1999 وكان حينها قد تزوج من زينة عاشور وأنجب منها التوأم كنزي وعبد الله.
- توالت بعدها النجاحات، وكان حريصاً على التواجد بشكل سنوي من خلال ألبوم جديد يصدر كل صيف حتى هذا العام من خلال ألبوم “ابتدينا” ، وكانت ولا زالت أغاني عمرو دياب هي ملكة كل صيف، وبلغ عدد ألبوماته 30 ألبوماً رسمياً.


إلى العالمية وما بعدها.. مواكبة الأجيال كانت كلمة السر
حرص عمرو دياب على تحدي الزمن طوال مسيرته الفنية، وهذا ما جعله على القمة لأكثر من 40 عاماً بالأرقام، فكل عقد كان يمر وكل مرحلة عمرية مر بها، كان يحرص على التقرب من عقلية شباب ذلك الوقت، وإرضاء ذوقهم وما يعجبهم، فكان يطور من موسيقاه، ويستعين بالشباب في كتابة وألحان أغانيه، وأصبح ينتج أغانيه بنفسه مؤخراً من خلال شركة ناي المملوكة له.


بدأت عقلية عمرو دياب في التطور والنضج بعد سن الأربعين حيث حرص على التواجد الدائم، واصبح مهتماً بشكل أكبر بطبيعة أكله وتمرينه العضلي وتمرين صوته، والعودة بشكل أقوى لأنواع جديدة من الموسيقى وإدخالها في الأغنية العربية، وتجربة أشكال جديدة من الموسيقى لتقديمها للجمهور بكل حب.
لم يضع عمرو دياب نفسه في مقارنة مع الآخرين، مما جعله ذو مكانه متفردة بين جيله، ولم ينظر إلا لطريقه فقط وكان هذا هو سر نجاحه الدائم، كذلك لم يشغل نفسه بالكثير من اللقاءات التليفزيونية وركز فقط على عمله، لذلك تربع على عرش الأغنية العربية لأكثر من أربعة عقود.

