بقلم / محمد عبد القدوس
حديث شريف عجيب جداً وفريد من نوعه!!
عندما تقرأه ستصيبك الدهشة ، وتتعجب له جداً مثلي بالضبط .. لأسباب عدة أولها أن صاحب هذا الكلام جاء برسالة عظمى .. فما الذي دفعه إلى الحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة على فراش الزوجية ؟؟
والعواطف الرقيقة التي ذكرها لم تكن موجودة أبدا في البيئة العربية الجافة التي عاش فيها بالجزيرة العربية ، بل وأراهن أن العالم كله لم يعرفها في ذلك الوقت .. فهو شخصية إنسانية جميلة سابقة لعصرها بمسافات ولذلك أختارته السماء دون غيره لإبلاغ الدنيا بالرسالة الربانية الجديدة.
وعن العلاقات بين الزوجين في فراش الزوجية يقول عليه الصلاة والسلام: “لا يقع أحدكم على امرأته كما تقع البهائم !! وليكن بينكم رسول .. قبلة وكلام”!!
يقصد كلام حلو ومداعبة.!
وإذا سألتني: وما الذي دفع النبي المرسل من الله أن يقول للزوج: “خليك حلو مع امرأتك.. ولا تعاشرها وكأنك تقوم بواجب تجاهها” بل أفعل ذلك من منطلق الحب لها .. الذي يتمثل في مداعبة وعاطفة رقيقة.
والإجابة أن رسالته لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة .. ومفيش واحد تجده سعيداً في حياته وعلاقته الزوجية مضطربة .. أو على كف عفريت !!
وهذا الحديث الشريف الفريد من نوعه في هذا السياق.
ومن ناحية أخرى فإن القبلات والكلام المعسول هي التي تجعل هناك فارق بين الإنسان والحيوان في المعاشرة وترتقي به بعيداً عن أخلاق البهائم !!
وفي هذه الأيام نحتفل بمولده وهو جدير بذلك وتعاليمه لها أهميتها القصوى في سعادة الإنسان ، والكلام الجميل الذي قاله عن العلاقات الزوجية أراه موجه إلى أربع طوائف من الأزواج:
ـ زوج بعقلية سي السيد يعامل زوجته بقسوة ، وأوامره لها لا ترد ، وعندما يطلبها للفراش عليها أن تستجيب على الفور .. وبالطبع تلك العقلية لا تعرف هذه العواطف الرقيقة .. فالحديث النبوي موجه إليه طالبا منه تغيير سلوكه.
ـ وزوج “قديم” كان في البداية حاراً مع زوجته يداعبها بمشاعر رقيقة .. ومع مرور الزمن طرأ تغير في علاقتهما وكثر بينهما الخلافات .. ونسي القبلات والكلام الحلو .. وجاء الحديث الشريف ليذكره.
ـ وآخر مشغول جداً جداً عن بيته .. وعندما يعاشر زوجته يفعل ذلك وكأنه يقوم بواجب .. والرسالة النبوية تقول له: خليك عاطفي مع زوجتك .. وانسى الدنيا وشغلك.
وأخيراً هناك الزوج الخائن وله مغامرات خارج بيته .. عاطفته تجدها خارج بيته ، أما في منزله فتراه مع شريكة العمر وكأنه يؤدي واجبا ثقيلاً .. والحديث النبوي الشريف بهذه النصيحة يقول له: عيب !!
ومن فضلك أنتظرني لأحدثك في أقرب وقت عن الثورة الإجتماعية الكبرى التي جاء بها هذا الرجل الذي أرسلته السماء لتغيير الدنيا.