كتب د / حسن اللبان
كشف تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن تفاصيل جديدة حول الزيارة الاستثنائية التي قام بها رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى إسرائيل.


وأشار إلى أن الزيارة جاءت وسط تصاعد الغضب الدولي من تعثّر تنفيذ “المرحلة الثانية” من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب التقرير الذي أعده الصحفي الإسرائيلي ليور بن آري، فإن خلفية الزيارة تتمحور حول الضغوط الدولية المكثفة — خصوصًا من الولايات المتحدة ومصر وقطر — لدفع الاتفاق إلى مرحلته التالية، والتي تتضمن نزع سلاح حماس، وتشكيل هيئة حاكمة مدنية في غزة، وإعادة إعمار القطاع.
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيارة تعدّ نادرة، إذ إنها الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ اندلاع الحرب على غزة قبل نحو عامين. وتأتي في ظل استياء متزايد لدى الأطراف الوسيطة من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول في مفاوضات جديدة قبل استرداد جثامين جميع الرهائن القتلى المحتجزين لدى حماس.
طلب مصري عاجل: فتح معبر رفح
وخلال لقائه مع نتنياهو، طلب اللواء رشاد “فتح معبر رفح”، وفق ما أفاد به مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وناقش الجانبان أيضًا “خريطة طريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل، ودعم السلام الإقليمي، إضافة إلى عدد من القضايا الأمنية والإقليمية المشتركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رشاد، الذي تولّى منصبه في أكتوبر 2024 — أي بعد نحو عام من بدء الحرب — لعب دورًا محوريًّا في مفاوضات وقف إطلاق النار عبر مراحلها المختلفة، سواء في القاهرة أو الدوحة، بفضل علاقاته المتوازنة مع جميع الأطراف.
الزيارة تهدف إلى دعم خطة ترامب وتسهيل المساعدات
من جهتها، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” بأن الزيارة تهدف إلى “ترسيخ وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتغلب على العقبات التي تعترض تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس وخطة الرئيس ترامب لإعادة الإعمار”. كما من المقرر أن يلتقي رشاد خلال زيارته بالمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حاليًّا ضمن وفد دبلوماسي رفيع.
خبراء: ضغوط أمريكية لإنقاذ الاتفاق
وفي سياق متصل، أوضح خبراء لصحيفة “الشرق الأوسط” أن اللقاءات الحالية تمثّل محاولة جادة لدفع الاتفاق المتعثّر إلى الأمام. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي سمير فرج:
زيارة رئيس المخابرات المصرية في هذا التوقيت تحمل دلالة واضحة على رغبة الأطراف الوسيطة في دفع الاتفاق قدُمًا، وتعكس التزام إدارة ترامب بإكماله، بل وفرض عقوبات على أي طرف يعرقله.
وأضاف فرج: من المتوقع أن يصمد الاتفاق بفعل الحراك الدبلوماسي الحالي، خاصة مع تصاعد الضغوط الأمريكية على كل من إسرائيل وحماس.