كتبت / سلوى لطفي
فارق الأديب المصري صنع لله إبراهيم الحياة، الأربعاء، عن عمر 88 عامًا، ونعاه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، عبر الصفحة الرسمية لرئاسة المجلس عبر فيسبوك.
وأعرب مدبولي عن تقديره “للإرث الأدبي الزاخر الذي قدمه الأديب الراحل على مدار تجربته الروائية المُمتدة لعقود، من النصوص الأدبية التي تُرجم بعضها إلى إنتاج فني مرئي، الأمر الذي سيجعل منه أيقونة خالدة في مسيرة الإبداع العربي وأحد رواد الأدب المصري المعاصر”.
وأشار مدبولي إلى أنّ: “الإنتاج الغزير الذي أثرى به الفقيد الراحل المكتبة الأدبية العربية، يُمثل مرآة صادقة للمُجتمع بكل تناقضاته، حيث اتسم قلمُه بالعُمق في منظور تناوله للقضايا المُجتمعية الشائكة، والقدرة الفائقة على السرد، وخلق شُخوصٍ من لحم ودم، مع ربط الوقائع بالسياق المحيط، ليكون بحق أحد مؤرخي العصر الحديث في قوالب أدبية فريدة”.
كما نعاه وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، عبر صفحة الوزارة على فيسبوك، قائلاً إنّه: “ترك إرثًا أدبيًا وإنسانيًا خالدًا، سيظل حاضرًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية”، وتوجه الوزير إلى مستشفى “معهد ناصر” لمتابعة إجراءات خروج الجثمان من المستشفى ومراسم التشييع.
وتوفي صنع الله إبراهيم بعد صراعٍ مع المرض في مستشفى “معهد ناصر”، وأوضح الدكتور محمود سعيد، مدير المستشفى أن الراحل “عانى خلال الأيام الأخيرة من التهاب رئوي حاد، وتعرض خلال الساعات الأخيرة لفشل في وظائف الجهاز التنفسي وتوقف مفاجئ في عضلة القلب، وقد تم إجراء إنعاش قلبي رئوي دون استجابة، وتم إعلان الوفاة ظهر اليوم”، وفقًا لما نشره موقع “بوابة الأهرام” الحكومي المصري.
وذكرت تقارير إعلامية مصرية أن الراحل كان دخل إلى مستشفى “معهد ناصر” منتصف العام الحالي، للعلاج من “نزيف داخلي، وكسور في الحوض”.
ودرس الأديب الراحل الحقوق، وعمل في الصحافة، وتلقى تعليمًا أكاديميًا في موسكو في مجال التصوير السينمائي وصناعة الأفلام في سبعينيات القرن الماضي.
وكان لميول صنع الله إبراهيم السياسية عميق الأثر على مسيرته المهنية والأدبية، حيث انتمى للمُنظَّمة الشيوعية المصرية “حدتو”، واعتقل بسبب انتمائه السياسي عام 1959، في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وبقي رهن الاعتقال لـ 5 سنوات حتى عام 1964م.
واتسمت أعمال الأديب الراحل بما يمكن وصفه بالتوثيق للتاريخ الاجتماعي والسياسي المصري والعربي، ورصدت أعماله بأسلوب نقدي وواقعي؛ التحولات التي عاشتها المنطقة خلال مسيرته الأدبية الممتدة على مدى عقود.
ومن تلك الأعمال: “تلك الرائحة” 1966، “نجمة أغسطس” 1974، “اللجنة” 1981، “بيروت.. بيروت ” 1984، و”ذات” 1992 التي تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني حقق نجاحًا كبيراً في مصر والعالم العربي عرض في موسم دراما مضان 2013؛ من سيناريو مريم نعوم، وإخراج كاملة أبو ذكري وخيري بشارة، وبطولة نيللي كريم، وباسم سمرة.
وصنّفت روايته “شرف” 1997 التي تنتمي لأدب السجون بين أفضل 100 رواية عربية في قائمة لاتحاد الكتاب العرب، بحسب تقارير إعلامية مصرية.
ومن روايات الأديب المصري الراحل صنع الله إبراهيم؛ “وردة”، و”التلصص”، “أمريكانلي: أمري كان لي”، “1970”، و”برلين 69″.
ورفض الأديب الراحل في 2003، جائزة “الرواية العربية” في مصر، لأسبابٍ سياسية، تتعلق بـ”الفساد” و”القمع”، و” وتوجهات السياسية المصرية الخارجية” آنذاك، وفاز لاحقًا بجائزة “ابن رشد للفكر الحر عام 2004، كما كرّم خلال مسيرته بالعديد من الجوائز العربية المرموقة.