بقلم / حمدي حمادة
ردا على من أساؤوا لكوكب الشرق السيده ” أم كلثوم ” ، وكيف يتم الإعتماد على مؤلف صغنن ليكتب عن أم كلثوم ، والإستعانه بمخرج يقال أنه متميز ، وبتمويل مالى من شيخ خليجى ، ليتم إخراج فيلما عن هرم الغناء المصرى !
– خلف المنديل الحريري ونظارتها السوداء ، لم تكن مجرد مطربة ، بل كانت دولة تُدار بذكاء امرأة !
– هل سألت نفسك يوماً ، لماذا كانت تهابها السلطة؟
وكيف أدارت “الفلاحة” ابنة الدقهلية إمبراطورية من المال والسياسة والفن دامت لنصف قرن ؟
– في هذا المقال ، نكشف الستار عن “أم كلثوم” التي لا يعرفها الكثيرون :
– سر “النظارة” الذي أخفى معركة شرسة مع المرض !
– كيف جمعت ملايين الجنيهات للجيش المصري بـ “حنجرتها” فقط ؟
– كواليس صراع الكبرياء مع العندليب عبد الحليم حافظ ..
– جوانب من عظمة “الست” تجعلك تدرك لماذا هي امرأة لا تتكرر ..
– المشهد الأول : جنازة إختطاف “النعش”
– تخيل القاهرة في ذلك اليوم ، لم تكن جنازة ، بل كانت “زلزالاً “بشرياً ..
• الحدث الأغرب : بينما كانت الجنازة الرسمية تسير ببطء ، إندفعت الجموع الغفيرة (التي قُدرت بـ 4 ملايين) وإختطفت النعش من فوق عربة المدفع الرسمية !
• ماذا فعلوا ؟
حمل الناس النعش على أكتافهم وطافوا به في شوارع القاهرة لمدة 3 ساعات كاملة ، كان الجمهور يشعر أن أم كلثوم ملكهم هم ، وليست ملكاً للدولة ..
• المشهد المهيب : كان الرجال يبكون بصوت مسموع ، والنساء يلوحن بالمناديل البيضاء من الشرفات (في إشارة لمنديلها الشهير) ، لم تكن هناك بقعة ضوء في القاهرة ليس فيها مشيع ، وكأن النيل نفسه قد خرج لوداعها ..
– جوانب أخرى لعظمة “الست” (خارج حدود الحنجرة) :
1. “مدرسة” الإنضباط (دكتاتورية الفن)
– أم كلثوم لم تكن تسمح بـ “الهزار” في العمل ..
• كانت تذهب لـ “البروفات” قبل الملحن وقبل الفرقة ..
• ذات مرة ، تأخر عازف عن البروفة دقائق ، فنظرت إليه نظرة جعلته يتجمد مكانه ، ولم يجرؤ على التأخر مرة أخرى طوال حياته ..
• كانت هي من تختار “أماكن” جلوس العازفين ، وتتدخل في نوع الأقمشة التي يرتديها أعضاء الفرقة ، لضمان مظهر “هيبة” للمسرح العربى ..
2. “سفيرة” فوق العادة (جمع تبرعات المجهود الحربي)
– هذا هو الجانب الأكثر وطنية في حياتها :
• بعد نكسة 1967، لم تكتئب وتسكت ، بل خلعت مجوهراتها وتبرعت بها ، وقالت : لن أغني في مصر إلا بعد النصر، سأغنى في الخارج لأجمع المال للجيش ..
• سافرت إلى باريس ، تونس ، الكويت ، لبنان ، والسودان ، كانت ترفض أن تأكل في المطاعم الفاخرة ، وتصر على الإقامة في أماكن بسيطة ، لتوفر كل قرش من أجل “المجهود” الحربي ..
• جمعت ما يقرب من 100 مليون دولار (بتقييم ذلك الزمان) وسلمتها للدولة المصرية ..
3. العبقرية اللغوية (الفلاحة المثقفة)


– رغم أنها لم تدخل جامعات ، إلا أنها كانت تجالس كبار الأدباء (العقاد ، طه حسين ، الحكيم) وتناقشهم ببراعة ..
• كانت تصحح للملحنين والشعراء “تشكيل” الكلمات إذا أخطأوا في النحو ..
• هي التي جعلت “العامة” في المقاهي يحفظون قصائد بالفصحى لـ “أحمد شوقي” و”الشريف الرضي” وهم لا يعرفون القراءة والكتابة ، وهذا أعظم مشروع “محو أمية” ثقافي في تاريخ العرب ..
4. “الست” والطبخ (الوجه الريفي)
– في فيلا الزمالك، كانت أم كلثوم تحب دخول المطبخ بنفسها ..
• كانت “أستاذة” في عمل “الأرز المعمر” و”الملوخية”، وكان المقربون منها (مثل القصبجي) ينتظرون دعوتها للغداء بفارغ الصبر ..
• كانت تأكل بـ “إتيكيت” الملوك ، لكنها في جلساتها الخاصة كانت تتحدث بلهجة ريفية أصيلة ، وتستخدم “الأمثال الشعبية” اللاذعة ..
– المشهد الأخير : المواجهة مع المرض
– في رحلتها الأخيرة للعلاج في لندن ، كانت الصحف البريطانية تضع أخبارها في الصفحة “الأولى” بجانب أخبار الملكة، وعندما عادت لمصر وعلمت أن النهاية إقتربت ، طلبت أن تُقرأ لها “سورة مريم”، وظلت صامدة بكبرياء الفلاحين حتى اللحظة الأخيرة ، رافضة أن يرى أحد “ذبول” كوكب الشرق ..
– أحكى لكم عن “الخلاف التاريخي” الذي حدث بينها وبين “العندليب” عبد الحليم حافظ في حفل الثورة وكيف إنتهى ؟
– هذه القصة هي واحدة من أشهر صدامات “القمة” في تاريخ الفن المصرى ، وهي المعركة التي عُرفت بلقاء “الكبرياء والغرور” بين جيل العمالقة (أم كلثوم) وجيل الشباب المتمرد (عبد الحليم حافظ) ..
– كواليس “خناقة” حفل عيد الثورة (1964)
– كانت الحفلة برعاية الدولة ، وبحضور الرئيس “جمال عبد الناصر” ، والبروتوكول وقتها يقضي بأن تغنى أم كلثوم أولاً ، ثم يليها الفنانون الآخرون ..
الحدث :
– تأخرت “الست” في غنائها كالعادة (بسبب السلطنة والإعادة) ، فصعد “عبد الحليم حافظ” إلى المسرح في وقت متأخر جداً من الليل ، وكان الجمهور قد إستهلك طاقته مع أم كلثوم ..
كلمة عبد الحليم التي أشعلت النار :
– بمجرد وقوفه على المسرح ، وبدلاً من أن يبدأ الغناء ، قال جملة إعتبرتها أم كلثوم “إهانة” لا تغتفر ، حيث قال :
”إن منتهى الاستهتار من الست “أم كلثوم” أنها خلتني أغني في وقت متأخر كده ، وأنا مش عارف ده شرف ليّ إني أغني بعد الست ، وللا مقلب شربته !
– رد فعل “الست” (الزلزال الصامت)
– عندما سمعت “أم كلثوم” هذه الكلمات، اشتعلت غضباً ! بالنسبة لها ، هي “كوكب الشرق” التي لا يُقال عنها “إستهتار” أو “مقلب” !
• العقاب :
منعت عبد الحليم من الغناء في أى حفلة تتواجد فيها ، وأغلقت في وجهه أبواب بيتها تماماً ..
• محاولات الصلح : حاول عبد الحليم “الاعتذار” بكل الطرق ، أرسل لها وروداً ، ووسط كبار المسؤولين ، لكنها كانت ترفض حتى ذكر اسمه ، قائلة : “الولد ده لازم يعرف مقامه”..
– كيف إنتهى الصدام ؟
ذكاء “حليم” ودهاء “الست” ..
– إستمرت القطيعة سنوات ، حتى جاءت مناسبة اجتماعية خطوبة ابنة السادات أو مناسبة وطنية
فذهب عبد الحليم إليها ، وإنحنى أمام الجميع وقبّل يدها ..
• نظرت إليه أم كلثوم بإبتسامة “الأم القوية” وقالت له : “أنت شقي يا حليم بس صوتك حلو”، وبهذه الجملة إنتهت أطول حرب باردة في الوسط الفني ..
– جوانب أخرى “عظيمة” في شخصيتها :
1. “ثومة” واللغة الفرنسية :
– قد لا تصدق أن “الفلاحة” إبنة “طماى الزهايرة” ، عندما سافرت لباريس عام 1967، كانت تفهم وتتحدث ببعض الفرنسية التي تعلمتها خصيصاً لتتعامل مع الصحافة العالمية ، وكانت تدرك أن صورتها هي صورة “مصر”، لذا كان يجب أن تكون مثقفة عالمياً ..
2. علاقتها بالشيخ “مصطفى إسماعيل” :
– كانت “أم كلثوم” تعشق صوت الشيخ مصطفى إسماعيل (ملك المقامات) ، وكانت تحضر جلساته وتتعلم منه كيف “تقفل” الجملة الموسيقية ، وكيف تنتقل بين المقامات ، كانت تعتبر القرآن الكريم هو “المعلم” الأول لصوتها وأدائها ..
3. “الست” خلف عجلة القيادة :
– كانت “أم كلثوم” تحب قيادة سيارتها بنفسها في شوارع القاهرة في أوقات الفجر ، عندما تكون الشوارع خالية ، وكانت هذه لحظات “الحرية” الوحيدة لها بعيداً عن حراستها وهيبتها ، لتستنشق هواء القاهرة الذي عشقته ..
4. صمودها أمام “أم كلثوم” (المنافسة) :
– أعظم جانب في عظمتها أنها كانت تنافس “نفسها”، في كل عام ، كانت تسأل :
ماذا سأقدم بعد؟ هذا القلق الوجودي هو ما جعلها تستمر من عام 1920 حتى 1975 وهي في القمة ، لم يقتلها المرض ، بل قتلها الخوف من أن يأتي يوم ولا تستطيع فيه العطاء بنفس القوة ..
– الخلاصة :
أم كلثوم لم تكن مجرد صوت ، كانت “إرادة” ، إمرأة إستطاعت تحويل “المنديل” إلى رمز للقوة ، و”النظارة” إلى درع للخصوصية ، و”الصوت” إلى وطن يعيش فيه كل العرب ،
بعض المصادر والتسجيلات،،
1. اللقاء الإذاعي الأهم (ساعة من الصراحة) :
• لقاء وجدي الحكيم مع أم كلثوم كاملا
• ستسمعها تحكي عن طفولتها، وكيف كان والدها يخبئها في زي ولد ، وعن سر المنديل والنظارة ..
2. تسجيل يظهر “خفة دمها” (نكت ومواقف) :
• نوادر وقفشات أم كلثوم مع وجدي الحكيم ..
• ستسمع ضحكتها المدوية وهى تروي كيف كانت تسخر من الملحنين بذكاء ، وستكتشف وجهها الكوميدى ..
3. لقاء “بروفة” باريس (خلف الكواليس) :
• بروفة أم كلثوم في باريس مسرح الأولمبيا ..
• يظهر شخصيتها القيادية ، ستسمعها وهي تأمر وتنهي الفرقة بصرامة شديدة ، وتوجه مهندس الصوت “الفرنسي” بدقة متناهية ..
4. فيديو جنازتها الأسطوري (لتدرك قيمتها) :
• جنازة أم كلثوم كاملة الأهرام
• ستشاهد ملايين البشر يختطفون النعش من سيارة الإسعاف لكي يحملوه على أكتافهم ، في مشهد لن تراه لأي فنان آخر في التاريخ ..
– معلومة إضافية سريعة من محتوى هذه التسجيلات :
– في إحدى هذه التسجيلات ، سألها المذيع :
لماذا تصرين على المنديل؟
فقالت بتلقائية مذهلة :
المسرح له هيبة يا إبني ، وأنا كل مرة بطلع بخاف زى أول مرة ، المنديل ده هو اللي بيشيل عرقي من التوتر”..
#أم_كلثوم #كوكب_الشرق #سيدة_الغناء_العربي #الست #الهرم_الرابع #زمن_الفن_الجميل
#أسرار_العظمة #مصر_التي_في_خاطري #تاريخ_مصر #أحمد_رامي #ثومة #المجهود_الحربي #كواليس_النجوم #عزة_النفس #إمبراطورية_الست























































