بقلم / هالة راضي
صباح الخير علي اعظم شعوب الأرض 📜 سلسلة: حكايه جدنا الفلاح المصري القديم الفصيح – أقدم نداء للعدالة في التاريخ ، شكاوى الفلاح المصري القديم الفصيح
(أو كما تُعرف أحيانًا بـ قصة الفلاح الفصيح) هي واحدة من أقدم وأجمل النصوص الأدبية في تاريخ البشرية، تعود إلى أكثر من 4000 سنة، أي إلى عصر الدولة الوسطى في مصر القديمه الفرعونية، حوالي القرن العشرين قبل الميلاد
(زمن الأسرة الثانية عشرة)
📜 ملخص القصة✍️:
تحكي القصة عن فلاح مصري بسيط يُدعى “خون-أنبو” (أو “خون أناوب”)، يعيش في قرية في منطقة وادي النطرون. ذهب مع حميره محمّلاً بالبضائع ليبيعها في المدينة وأثناء سيره في الطريق، مر بأرض أحد الأغنياء وكان اسمه رنسي مروت، وهو مدير القصر الملكي و تابع للحاكم.
وفي طريقه اعترضه رجل قاسي ظالم يدعي نمتي نخت وهو يعمل عند رنسي ابن مرو مدير القصر الملكي حيث رأى أن الفلاح يسير على طريق يمر بأرضه، فاستغل سلطته ونصب له فخًا وعندما حاول الفلاح المرور، اتهمه بأنه أضر بمزرعته .. فصادر بضاعته كلها وحميره ظلمًا ..
✍️ الشكوى:
لم يرضخ الفلاح للظلم، بل ذهب إلى الحاكم في العاصمة، وبدأ يتقدم بشكاوى متكررة إلى الفرعون نفسه، مستخدمًا لغة بليغة وشعرية مليئة بالحكمة والبلاغة والعدالة.
قدّم ٩ تسع شكاوى في المجموع، تُعد من أرقى النصوص الأدبية الأخلاقية في التاريخ، تدعو إلى:
العدل والمساواة أمام القانون
محاربة الفساد واستغلال النفوذ
نصرة المظلوم حتى لو كان فقيرًا
📖 من بعض أقوال الفلاح الفصيح (مترجمة عن المصرية القديمة):
✍️ “افعل العدل، فإن العدل خالد، أما الجور فهو لا يدوم.”
“الكلمة العادلة أثمن من الزمرد، وهي تخرج من فم الفقير إلى آذان العظماء.”
“لا تزن بالذهب أكثر مما تزن بالحق، فالحق هو ميزان السماء.”
⚖️ النهاية:
أُعجب الفرعون ببلاغة الفلاح وحكمته، فأمر بتسجيل شكاويه كلها في السجلات الملكية علي اوراق البردي ، وردّ له بضاعته، وعاقب الظالم، وأغدق على الفلاح الجوائز.
فأصبح رمزًا للعدالة والكرامة، وأول من عبّر عن صوت الفقير أمام السلطة في التاريخ.
✍️ القيمة الأدبية والتاريخية:
تُعد القصة أقدم نموذج للأدب الاجتماعي والسياسي في التاريخ.
تكشف عن إحساس المصري القديم بالعدالة والضمير.
وتظهر مدى تقدير المصريين للبلاغة واللغة 🇪🇬
📜 سلسلة: الفلاح المصري الفصيح – أقدم نداء للعدالة في التاريخ
(الجزء الأول: الشكوى الأولى)
منذ أكثر من ٤٠٠٠ سنة، وقف فلاح مصري بسيط يُدعى خون-أنبو أمام حاكم البلاد،
لا يحمل سيفًا ولا ذهبًا، بل كلمة الحق.
ظُلِم وسُرقت بضاعته، لكنه لم يستسلم، فراح يرفع صوته بتسع شكاوى خالدة،
أصبحت من أروع ما كتب الإنسان عن العدل والكرامة.
الشكوى الأولى للفلاح الفصيح✍️:
أيها العظيم في مقامه، والمحبوب من الناس،
يا من تُقام الموازين بيده، وتُقاس العدالة على فعله،
اسمع صوتي، فأنا مظلوم!
لقد خرجت من قريتي حاملاً خيري على حميري، قاصدًا المدينة أبتغي الرزق بجهدي،
فسرت في الطريق الذي تسير فيه كل القوافل، لا شرّ أردت ولا ضرّ أحدثت.
فإذا برجل عظيم في أرضه، كثير الغلمان والخدم، قد نصب لي شركًا من طمعه،
فبسط الملح على الطريق، وقال لي: “انظر، إنك تدوس على حقلي!”
ثم اغتصب حميري، وصادر بضاعتي، وضربني دون ذنب.
يا سيدي، إن الظلم ظلمة في الأرض،
وإن من يُقيم العدل، كمن يزرع الحق في قلب الزمان فيثمر خيرًا لا يزول.
افعل العدل، فهو أثمن من الحجر الكريم،
إنه نور لمن يمسك به، وسعادة لمن يسير في طريقه.
أنقذني، يا من أنت ظلّ الإله على الأرض،
فأنا رجل فقير، لا أملك إلا لساني وقلبي،
وكلمتي أرفعها إليك كما تُرفع القرابين إلى المعبد،
لعلّك تسمعني وتنصفني من الذي ظلمني.
✍️ تفسير الشكوى الأولى:
في هذه البداية العظيمة، لا يطلب الفلاح الانتقام، بل العدالة.
يتحدث بتواضع المظلوم وبلاغة الحكيم، فيجعل من شكواه درسًا أخلاقيًا خالدًا.
كلماته تُظهر أن المصري القديم كان يؤمن أن العدل هو نور الإله وأن من يقيم العدل يعيش خالدًا في ذاكرة الناس.
الشكوى الأولى ليست فقط قصة فلاح،
بل هي صوت الإنسان الأول وهو يطالب بحقوقه بكلمة لا بسيف. ⚖️
برديات شكاوي الفلاح المصري الفصيح توجد في :
المتحف البريطاني – لندن ،
ومتحف برلين – المانيا ،
والمتحف المصري – القاهره
دعوة للأصدقاء وللمتابعين:
المره القادمه إن شاء الله، نقرأ الشكوى الثانية والثالثه والرابعه وفيها يتحدث جدنا الفلاح المصري القديم عن الحاكم العادل الذي لا يفرق بين غني وفقير.
تابع السلسلة لتكتشف كيف جعل جدنا المصري القديم الكلمة سلاح الحق والعدل منذ آلاف السنين. ✍️📖✌️🇪🇬
























































