عاجل

واشنطن تُحذر حركة الطيران المدني في الأجواء الفنزويلية
تقرير إسرائيلي: لماذا يجب عدم الاستخفاف بإنجازات “الساحر” السعودي؟
الدراما في رمضان: مسلسل “اثنين غيرنا” يجمع بين دينا الشربيني وآسر ياسين في رمضان 2026
منها السعودية ومصر.. منتخبات تكشف عن قوائمها المشاركة في كأس العرب 2025
ذبحه وقطع عضوه الذكري.. خليجي يرتكب جريمة مروعة في مصر
ارتفاع عدد القتلى في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم إلى 22 قتيلا وعشرات الجرحى
“محاسبة كل من تطاول”.. هكذا رد علاء مبارك على دعوة مصطفى بكري “للثورة على الفساد والظالمين”
قرقاش: الحرب المأساوية في السودان لا بد أن تتوقف فورا
ترامب يستقبل ممداني لمناقشة تكاليف المعيشة والسلامة العامة في نيويورك
أسطورة ليفربول يكشف السبب الحقيقي للوضع الكارثي في الفريق ويبرئ محمد صلاح
رئيس البنك الزراعي المصري يلتقي محافظ الدقهلية لتعزيز أوجه التعاون في المشروعات التنموية وتمويل صغار المزارعين
قرارات مشددة تجاه مدرسة الاعتداء الجنسي على طلاب رياض الأطفال في مصر
# اعدموهم كى تحيا الإنسانية
الإسكندرية..الكشف على 3652 مريضًا في ثلاث قوافل طبية
محافظ القليوبية: إنشاء سوق سيارات نموذجي للقضاء على المعارض العشوائية

تقرير إسرائيلي: لماذا يجب عدم الاستخفاف بإنجازات “الساحر” السعودي؟

كتب د / حسن اللبان

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تقريرا، أشارت فيه إلى الأسباب التي بموجبها “يجب عدم الاستخفاف” بإنجازات ولي عهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

تقرير إسرائيلي: لماذا يجب عدم الاستخفاف بإنجازات "الساحر" السعودي؟
ترامب(يمين) ينصت إلى خطاب نتنياهو في الكنيست 
تحليل إسرائيلي:

وقالت ليئور بن آري، وهي صحافية ومحللة إسرائيلية، في تقريرها، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حظي باستقبال فاخر من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في البيت الأبيض، وأبرم أيضا عدة صفقات عملاقة، بينها شراء طائرات إف-35 (F-35) ودبابات، وشرائح الذكاء الاصطناعي من الأكثر تقدما في العالم، ومشروع نووي مدني والمزيد”، معتبرة أن بن سلمان “قلب الطاولة، وعاد من الولايات المتحدة منتصرا. ويتساءل الشرق الأوسط والعالم الآن إلى أين تتجه بلاده”، وفق وصفها.

وقد رفض الرئيس الأمريكي خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، سؤالا حول مقتل جمال خاشقجي، معتبرا أن إثارة الموضوع في اجتماعه مع بن سلمان تهدف لإحراج ضيفه، فيما دافع بن سلمان عن المسار القضائي للحادثة.

وقال الأمير محمد بن سلمان، ردا على سؤاله عن مقتل خاشقجي، “إنه لأمر مؤلم وخطأ فادح”، ودافع عن التحقيقات التي أجرتها بلاده في الواقعة.

وأضاف: “في ما يتعلق بالصحافي، من المؤلم حقا سماع أن أي شخص يفقد حياته دون غرض حقيقي أو بطريقة غير قانونية، وقد كان الأمر مؤلما لنا في المملكة العربية السعودية”، مؤكدا أن المملكة “اتخذت جميع الخطوات الصحيحة في التحقيق”، وأنها “تبذل قصارى جهدها لضمان عدم تكرار هذا الأمر”.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ميخال يعاري، الخبيرة في شؤون دول الخليج العربي من جامعة بن غوريون والجامعة المفتوحة: “من المتوقع أن يقدّر الجمهور السعودي جدا الاحترام الهائل الذي يحظى به ابن سلمان”. وأضافت: “لقد أعاد العروبة إلى مجدها. هو المسؤول عن كون السعودية لم تعد مجرد دولة في منطقة الشرق الأوسط، بل أضحت وسيطا محوريا وشريكا استراتيجيا في تشكيل المشهد الإقليمي. حتى لو كانت هناك انتقادات ضده، فإنها ستتضاءل مقارنة بالنجاحات العديدة التي هو صاحبها”.

وبالفعل، من الصعب التقليل من أهمية الأحداث التي تراها الرياض، حيث رأى المحلل السعودي عبد الحميد الغبين أن “الاجتماع في البيت الأبيض يمثل لحظة محورية أعادت صياغة الإطار الاستراتيجي للعلاقات بين الرياض وواشنطن. الأمر لا يتعلق بمجرد تبادل الكلمات – بل بإعادة رسم ميزان القوى في الشرق الأوسط والنظام الدولي الأوسع”.

ووفقا للدكتورة يعاري، فإن الاحترام الملكي الذي استقبل به بن سلمان في البيت الأبيض يعكس الجهد الأمريكي لتعزيز سمعته ليس فقط في الولايات المتحدة – ولكن أيضا في السعودية والمنطقة العربية والإسلامية بأكملها: “هذه واحدة من أفضل الفترات في تاريخ المملكة، إن لم تكن أفضلها، وهو من وقع عليها”. وقالت أنه في فترة قصيرة لا تتجاوز العقد، أخرج بن سلمان بلاده من صورتها السائدة سابقا وحولها إلى لاعب رئيسي على الساحة الدولية وشريك جذاب لأكبر قوة عظمى في العالم.

وبالنسبة ليعاري، فإن “السعودية الحالية تعمل ضد الإسلام الجهادي بينما تندفع نحو التكنولوجيا الأكثر تقدما، وهذا هو أيضا من طبيعة صفقاتها مع الولايات المتحدة.. ترامب، على عكس الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا يحاول “تثقيف” السعودية، بل الحصول على أفضل ما لديها لصالحه وصالح بلاده. وعندما يتماشى هذا مع المصالح السعودية، تكون القصة قصة نجاح”، حسب وصفها.

وفي رأي الدكتورة موران زاغا، الباحثة البارزة في مجموعة الأبحاث “تمارور-بوليتوجرافيا” التي تدرس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: “كان من المهم لبن سلمان الحصول على أكبر قدر ممكن في المجال الأمني-الاستراتيجي مقارنة بجيرانها (جيران السعودية)، على سبيل المثال قطر التي حصلت على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة. إن تعزيز قدرات الرياض في الخليج هو نقطة تقع في صميم الاهتمام السعودي. ولكن، على الرغم من ذلك، وبما أن السعودية تواجه صعوبات في طريق استكمال المشاريع العملاقة التي حاولت دفعها، فإنها تركز على الجانب الاقتصادي أكثر من تركيزها على الجانب الاستراتيجي. لذلك، ما يأخذه بن سلمان معه من الولايات المتحدة هو أساسا الأمور الاقتصادية الملموسة التي يمكنه البدء بها فورا، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، والأسلحة، وخلق استثمارات طويلة الأجل من شأنها أن تجلب ربحية حيوية”.

في حين اعتبرت زاغا على سبيل المثال أنه “على الرغم من الإعلانات عن صفقة طائرات إف-35، فإن الخبرة السابقة تشير إلى أنه ليس من المؤكد أن الصفقة ستمضي قدما، وعلى أي حال من المتوقع أن تمر سنوات أخرى قبل أن تحصل الرياض على الطائرات”، متابعة: “هذا سيمنحها دفعة هائلة، تتجاوز مجرد الصورة، ولكن في النهاية ما يملكه بن سلمان الآن هو الاقتصاد، وفي هذا الجانب، هناك عدة قضايا تهم السعودية”.

وعددت ثلاثة محاور رئيسية مرتبط بعضها ببعض: “الذكاء الاصطناعي، وقضية الشرائح (الرقائق الإلكترونية)، والوصول إلى التقنيات المتقدمة”.

ووفقا لها، “يعود بن سلمان باتفاقيات اقتصادية من المفترض أن تمنح السعودية ميزة في المنافسة بين دول الخليج، وتضعها كمركز محوري مهم في المنطقة، استعداداً لجميع العمليات التي يتجه إليها العالم في السنوات القادمة”.

عبد العزيز بن صقر: السعودية لا تستجدي واشنطن خلاف تل أبيب

وعن ترحيب ترامب بإعلان ولي العهد السعودي زيادة استثمارات بلاده في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، علق الغبين قائلا: “هذه ليست ‘منحة’ للولايات المتحدة.. هذا استثمار طويل الأجل في قطاعات تكنولوجية رئيسية، وفي المقدمة الذكاء الاصطناعي والشرائح شبه الموصلة. إن إشارة ترامب إلى جهوده لتسهيل بيع شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة للسعودية تبرهن على حجم التغيير في طبيعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين – من قطاع الطاقة التقليدي إلى شراكة تكنولوجية تعيد تشكيل مكانة السعودية في الاقتصاد العالمي”.

وورد في تقرير “يديعوت أحرونوت”: “في الواقع، يمكن فقط لمن لا يتابع التطور السعودي في السنوات الأخيرة أن يرسل السعودية “لركوب الجمال في الصحراء” (وهو تصريح كان قد أدلى به  وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قائلا إنه لن يوافق على أي اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية إذا كان ذلك يتضمن إقامة دولة فلسطينية قائلا: “لا شكرا، استمروا في ركوب الجمال”، في حين اعتذر عنه لاحقا) على سبيل المثال، من المفترض أن تنهي “رؤية 2030″ لـ بن سلمان اعتماد المملكة على النفط، وأن تؤمن تحويلها إلى قوة تكنولوجية، وتزويدها بمسارات اقتصادية جديدة. كان من الممكن رؤية ذلك ليس فقط في زيارة ولي عهد المملكة لواشنطن هذا الأسبوع، ولكن أيضا في زيارة ترامب للخليج في شهر مايو، حيث تجاوز إسرائيل ووقّع صفقات عملاقة. ويستثمر السعوديون أيضا في التعليم، في طريقهم لتحقيق الرؤية، وأدخلوا برامج تعليمية حول الابتكار والذكاء الاصطناعي في المدارس”.

وعلى الرغم من أن عام 2030 بات قاب قوسين أو أدنى، فإن “السعوديين ليسوا في عجلة من أمرهم”، إذ اعتبر الدكتور يؤيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والباحث البارز ورئيس برنامج الخليج في (INSS) أنه: “عندما يقال للسعوديين إن هذا لا يتقدم ولن يصل إلى أي مكان، يقولون ‘نعم، هذه رؤية'”. وتابع: “إنهم يرون الأمر بمرونة، ليس هناك جدول زمني حقيقي هنا. بعض الأشياء ستتحقق وبعضها لن يتحقق”، حسب تعبيره.

ووفقا له، فإن تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ليس مجرد هدف آخر للأمير محمد بن سلمان – بل هو أيضاً وسيلة يمكن من خلالها القيام بأشياء إضافية، داخل المملكة وخارجها: “إنه يحتاج إلى الولايات المتحدة إلى جانبه ويبدو أنه يحصل على ذلك”.

ورأى جوزانسكي أن التطبيع مع إسرائيل “قد يضر” بالأمير محمد بن سلمان: “التطبيع سيضر بشرعيته – المحلية والإسلامية والإقليمية والإسلامية الواسعة.. معظم سكان المملكة يعارضون، والقصر أيضاً يعارض. فلماذا يفعل ذلك هو نفسه؟ هذا مثلُ إطلاق النار على القدم. لذلك، من المناسب له العمل بالمعيار العالي الذي وُضع فيما يتعلق بالفلسطينيين”.

في يوم الخميس، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عمود ناحوم برنيع أن الأمير محمد بن سلمان، يطالب ترامب وهو في طريقه إلى التطبيع، بضمان أمريكي لإقامة دولة فلسطينية في غضون خمس سنوات، وليس مجرد التزام غير ملزم بـ “مسار” غير واضح.

وبالنسبة لـ يعاري، فإن “زيارة بن سلمان تؤكد حقيقة أن إسرائيل أصبحت إلى حد كبير عبئاً في نظر ترامب، بينما السعودية هي الساحر الذي يسحب المزيد والمزيد من الأرانب من القبعة. إسرائيل تتوجه إلى طاولة المفاوضات بتصريحات تستبعد أي إمكانية للحوار مع الفلسطينيين، بينما يصر السعوديون على ذلك تحديدا. في غضون ذلك، يتشبث كل طرف بمواقفه، ولا يبدو أن هناك مرونة. على الرغم من أن الزيارة لن تُذكر بسبب تصريحاتها الرائدة، إلا أنها مهمة بمعنى أن الاهتمام الأمريكي يتجه أكثر فأكثر نحو الجانب السعودي – على حساب الجانب الإسرائيلي. وكلما قالت إسرائيل لا، قال ترامب نعم أكثر للسعوديين”.

وحول ذلك، قالت زاغا إن السعودية وقعت مذكرات تفاهم مع السلطة الفلسطينية لإجراء إصلاحات في مجالات التعليم والتوظيف والتحديث: “السعودية تستثمر بشكل كبير في هذه الإصلاحات، انطلاقا من مفهوم أنها هي الراعي الذي سيمهد الطريق للسلطة لتكون دولة فعالة يمكن أن تعمل بمفردها. هذا يهمها أكثر من إسرائيل حاليا. إنها تُعد السلطة لدولة، وهذا تغيير في النهج وتغيير في طبيعة الانخراط السعودي في منطقتنا – لأنها حتى الآن كانت تنظر إلى الأمور من منظور أعلى”.

ووفقا لـ الغبين، “التصريح الصريح بالاستعداد لمواصلة التطبيع، مع التأكيد على ضرورة رسم مسار واضح نحو حل الدولتين، يعكس نهجا سعوديا جديدا: دعم السلام ليس مناورة سياسية، بل أداة للهندسة الإقليمية تضمن الاستقرار وتمنح المملكة قدرة أكبر على إدارة التوازنات. بهذا النهج، انتقلت السعودية من متلقٍ سلبي للتطورات في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي – إلى طرف يملي شروط الحل ويضع سقفا سياسيا جديدا”.

وبعيداً عن التعزيز العسكري والتكنولوجي والاقتصادي الذي تشير إليه الزيارة، لفت جوزانسكي أيضاً إلى أهمية قضية الملف النووي المدني، التي يسميها “الشيء الأكثر إشكالية”: “علامات الاستفهام حول هذا الموضوع كبيرة جداً، لأن السعوديين يريدون تخصيب اليورانيوم بأنفسهم (وتقول الولايات المتحدة إن هذا ليس مدرجا في الاتفاق).. هنا يجب أن تكون إسرائيل متيقظة وتطالب الأمريكيين بالتمسك بالقيود والشفافية في هذا الشأن”.

واختتم الغبين قائلا: “التوافق الواسع الذي رافق الزيارة، بدءا من قضايا السودان واليمن والعراق وصولاً إلى دعم الاستقرار الإقليمي وعملية السلام، يعكس رؤية المملكة، التي مفادها أن أمن الشرق الأوسط مبني على شبكة من المصالح المترابطة وليس على ترتيبات ظرفية أو خطوات رد فعل. وبهذا المعنى، كان الاجتماع حدثاً عزز مساراً استراتيجيا: صعود السعودية، الاستثمار في المستقبل، وإعادة توجيه البوصلة الإقليمية نحو الاستقرار والازدهار”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net