كتب د / حسن اللبان
احتشد مئات المصريين في شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل، تزامنا مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للترحيب بزيارته الهامة التي تشهد أعمال القمة المصرية الأوروبية.

ووصل السيسي إلى بروكسل، اليوم الثلاثاء للمشاركة في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى من نوعها التي تعد خطوة تاريخية نحو تعزيز الشراكة المصرية الأوروبية.
وشكّل المجتمع المصري في أوروبا – الذي يقدر بأكثر من مليون مصري – “جدارا بشريا” من الترحيب، حيث توجه آلاف منهم من دول مجاورة مثل فرنسا وهولندا وألمانيا إلى بروكسل للتعبير عن فخرهم بالقمة، التي وصفوها بـ”انتصار لدبلوماسية مصر الذكية”.
ورفع المصريون لافتات وأعلام مصر في شوارع بروكسل للترحيب بزيارة الرئيس المصري، مرددين هتافات ترحيبية بالسيسي، كما احتشد العشرات أمام مقر إقامته تعبيرا عن دعم المصريين بالخارج له خلال زيارته إلى بروكسل.
ويقود السيسي وفدا مصريا رفيع المستوى، سيشارك غدا الأربعاء 22 أكتوبر في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى من نوعها، والتي ستجمع قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وسط ترحيب واسع من المجتمع المصري في أوروبا.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس السيسي خلال الزيارة برئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى لقاء مع الملك فيليب ملك بلجيكا، وسط مناقشات حول الاستقرار الإقليمي، الطاقة، والاستثمارات.
كما سيشمل الجدول منتدى اقتصاديا كبيرا على هامش القمة، يشارك فيه قادة أعمال أوروبيون لاستكشاف فرص الاستثمار في مصر، مع التركيز على مكافحة الهجرة غير الشرعية والتحديات العالمية مثل الوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وتشكل القمة المصرية الأوروبية الأولى، التي أُعلن عنها في 17 أكتوبر، ذروة لتطور الروابط بين مصر والاتحاد الأوروبي، الذي يعد الشريك التجاري الأول لمصر منذ توقيع اتفاقية الشراكة في 2004.
وفي مارس 2024 وقع الرئيس السيسي ورئيسة المفوضية فون دير لاين اتفاقية “الشراكة الاستراتيجية والشاملة” التي رفعت العلاقات إلى مستوى جديد، مع التركيز على الاستثمارات الاستراتيجية والتحول الصناعي.
وشملت هذه الاتفاقية حزمة مساعدات مالية بقيمة 5 مليارات يورو، بالإضافة إلى منصة الاستثمار الأوروبي-المصري لعام 2025، ومؤتمر الاستثمار في 2024، مما عزز الثقة في الاقتصاد المصري وسط التحديات العالمية.
وتأتي القمة في توقيت حاسم، مع توترات في الشرق الأوسط وأزمة أوكرانيا، حيث تسعى مصر لتعزيز دورها في السلام الدولي، كما في مفاوضات غزة، مقابل دعم أوروبي للاقتصاد المصري