بقلم دكتور / عمار علي حسن
خرج جيل “زد” في المغرب إلى الشارع، وها هو يخرج في مدغشقر ويصنع تغييرا ملموسا إلى الآن، ثم نراه يتنادى في الجزائر، وهو مسار أعتقد أن من المرجح امتداده إلى بلدان أخرى.
جيل لا يمارس السياسة بطرقها التقليدية من خلال الأحزاب والمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية، ولا يعول على المجتمع المدني الذي تم حصاره في الانتصار لشيء إيجابي حاسم، فانطلق أبناؤه وحدهم، كقوة اجتماعية سائلة، لا قوام لها في سبيل التغيير، ولذا يصعب التحاور معها، ولا يعرف أحد كيف يتفادى غضبتها، فالقمع يزيدها، والحيلة قد لا تنفع مغها، والصمت حيالها هروب.
إنها ظاهرة تعكس فشل النخب السياسية الرسمية في أكثر من بلد حول العالم في استيعاب الشباب، أو اختزال موضوع تمكينهم، وبتبسيط مخل، في تعيين بعضهم بوظائف حكومية رفيعة المستوى.
إن استيعاب الشباب لا يمكن أن يتم إلا حين يجد خطابا يحترم العقول، وممارسة لا تجور على الحرية، ومسعى يستجيب لأشواق هذا الجيل إلى العدل والكفاية.
وأول خطوة على هذا الدرب هي استعادة ثقة الشباب في مؤسسات الدولة، وفي المجتمع المدني، وفي الرموز السياسية والاجتماعية القانونية والفكرية، وهذه عملية لا يمكن لشخص أن يدعي قدرته على فعلها وحده، أو يختزلها في تنظيم لقاءات موسمية بشباب لا يمثللون المجتمع كله.
ودوما تبقى القاعدة المجربة أولى بالإتباع، ألا وهي: من أراد تفادي هبة أو غضبة أو فورة أو ثورة فعليه بالإصلاح، دون توقف، وعلى الجبهات كافة.