كتبت / منال خطاب
المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد مع محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ أثناء زيارتها لمصر عام 1962بعد نجاح ثورة الجزائر حضرت جميلة إلى مصر بدعوة من الزعيم جمال عبد الناصر وبعد انتهاء الزيارة طلبت من مندوب رئاسة الجمهورية أن تظل بالقاهرة يوما واحدا إضافيا فقال مندوب رئاسة الجمهورية أهلا وسهلا بك ولو لمدة 10 سنوات فقلت له لا أريد يوما واحدا بشرط أن أقابل الموسيقار محمد عبد الوهاب بالفعل تم لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب والمناضلة جميلة بوحيرد
سألها محمد عبد الوهاب هل ما قرأته عنك صحيح قالت لا أعرف ماذا قرأت بالضبط فأنا كنت بالسجن محكوما على بالإعدام ولا أقرأ ما تنشره الصحف وليس معى راديو ولكن ما حدث لى كتبته كله بخط يدى.
هذا اللقاء كان من أحلام المناضلة جميلة بوحيرد فقد كتبت في أوراقها كنت فى السجن وفى الصباح كنا نجلس وكل واحدة منا تروى حلما حلمت به وكنت شاردة وسألتنى زميلاتى عن سبب شرودى؟ فقلت لهن إننى وصلت إلى صالون محمد عبد الوهاب وهو يعزف على العود فردت زميلاتى تحلمين فقلت لهن لكن حلمى سيتحقق ولدت جميلة عام 1935 في حي القصبة بالجزائر العاصمة، بعد مرور قرن وخمس سنوات على بداية الإحتلال الفرنسي للجزائر في عام 1830 في أسرة بسيطة لأب جزائري مثقف وأم تونسية زرعت فيها حب الوطن لدرجة رفضها أثناء تعليمها الإبتدائي ترديد النشيد الوطني الفرنسي والذي يقول فرنسا أمنا لتردد في عناد الجزائر أُمنا التحقت بعد دراستها الثانوية بمعهد للخياطة والتفصيل لشغفها بتصميم الأزياء وبمجرد اندلاع الثورة الجزائرية في عام 1954 تركت حلمها وهوايتها لتلتحق بصفوف الفدائيين ضد الإستعمار الفرنسي انضمت لـ جبهة التحرير الوطني الجزائرية مبكرا في عمر 19 عاما، وكانت من أولى المتطوعات لزرع القنابل في أماكن تجمعات وثكنات جنود الاحتلال الفرنسي وقادت المظاهرات في كل ولايات الجزائر لحشد المواطنين وتنظيم التحركات الشعبية، كل هذا وهي لم تكمل عامها العشرين بعد! حتى أصبحت العقل المدبر للعديد من العمليات الفدائية، فاصبحت الأولى في قائمة المطلوبين المطاردين من قبَل قوات الإستعمارفتاة لم تتجاوز الـ22 عامًا، مصيرها الطبيعي في المجتمع غالبا الزواج أو على أحسن الفروض أن تلتحق بعملٍ ما ولكن جميلة بعد انضمامها للعمل الفدائي بأربع سنوات فقط أصبحت همزة الوصل بين القيادات العسكرية المتوارية في الجبال وبين زعيم المقاومة ياسيف السعديحتى تم القبض عليها في عام 1957بعد إصابتها بطلق ناري في الكتف ودخلت المستشفى ومن هنا بدأت رحلة تعذيبها حتى ترشد عن زملائها المناضلين ولكنها رفضت بكل شجاعة وقوة تحمل حتى أودعوها السجن فحوكمت محاكمة صورية وقالت جملتها الشهيرة داخل قاعة المحكمة أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة ليصدر ضدها حكم بالإعدام فتضحك ساخرة من الحكم ليغضب القاضي ويطالبها بالتزام الجدية داخل قاعة المحكمة وتنقل بعدها إلى أحد السجون في فرنسا .للحق رجاله الذين يدافعون عنه في كل بلدان العالم فقد اجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم فتم تأجيل تنفيذ الحكم بالإعدام ثم عدل إلى السجن مدى الحياة وتم اطلق سراحها بعد تحرير الجزائر عام 1962 وتعود إلى بلدها مرفوعة الرأس. وبعد كل هذه السنوات لا تزال جميلة بوحيرد فى عمرها الذى تجاوز الثمانين عاما، تثير الكثير من الحماسة فى روح الشعب المصرى الذى أحبها، وتبنى قضيتها ودافع عنها حتى انتصرت هى ووطنها فانتصرنا جميعا .
























































