في زمنٍ تتقاطع فيه السياسة بالفن والجمال، تواصل الكوفية الفلسطينية نسج حضورها على السجادة الحمراء وفي عروض الأزياء العالمية، لتتحول من قطعة تراثية إلى بيان إنساني ورسالة تضامن تعبّر عنها الموضة بطرق مختلفة.

خطفت المنتجة السينمائية أوليفيا غيلوزي الأنظار بإطلالة غير تقليدية في مهرجان الجونة السينمائي الأخير، إذ اختارت زيًّا من مصمم الأزياء المصري محمد نور، استخدم فيه قماش الكوفية بأسلوب فني معاصر منحها طابعًا مختلفًا عن بقية فساتين النجمات على السجادة الحمراء

كرّست غيلوزي بهذا الظهور  حضور الكوفية الفلسطينية في المشهد الفني العالمي، حيث أصبحت ترافق العديد من المشاهير العرب والأجانب في خطواتهم على السجادة الحمراء.

يقول المصمم المصري محمد نور في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّ “الكوفية ليست مجرد نقشة، بل رمز لصمود شعبٍ وهويةٍ لا يمكن كسرها، وتاريخٍ يجب أن يبقى حيًّا”.

ويضيف أن ما ألهمه لدمجها في تصاميمه هو إيمانه بأن “للفن رسالة ودورًا إنسانيًا  إذ يجب أن يوصل صوت من يُقمَع، ويوثّق القضايا بأسلوب راقٍ ومعبّر”.

ويشير نور إلى أن مجموعته “حُرّة” التي عرضها في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، كانت ردّ فعل طبيعيًا على ما شهده العالم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول في غزة، فيما حملت مجموعته اللاحقة “حُرّة 25” رؤية متكاملة للهوية الفلسطينية، عبر دمج رموز العمارة والزخارف الإسلامية في القصّات والتكوين الهندسي للملابس، ما يعكس الفخر والصلابة بروحٍ معاصرة تحمل تاريخًا وقضية.

ويتابع نور: “الموضة ليست مجرد ذوق أو جَماليات، بل أداة للتعبير السياسي والاجتماعي، ولا يقتصر دور المصمّم على الإبداع الجمالي، بل يمتد إلى إيصال الرسائل، وفتح النقاشات، وإثارة الأسئلة”.