كتب د / حسن اللبان
حذرالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستعد “تهديدا مباشرا لمنظومة السلام الإقليمي”.

وشدد السيسي خلال اتصال تلقاه من رئيس الوزراء البريطاني على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدا أن أي تحرك في هذا الاتجاه يعد تهديدا مباشرا لمنظومة السلام الإقليمي، وقد يفضي إلى موجات غير مسبوقة من النزوح والهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، وذلك في خطوة تعكس القلق المتزايد من تصعيد النزاع في الشرق الأوسط.
ووفقا لبيان الرئاسة المصرية ركز السيسي في الحديث على رفض القاهرة القاطع لأي خطط تهجير، مشددا على أن ذلك ليس مجرد انتهاك للحقوق الفلسطينية، بل خطر يهدد الأمن القومي المصري والإقليمي بأكمله.
وأكد السيسي على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع رفع القيود الإسرائيلية المفروضة على عبورها، والإفراج عن الرهائن والأسرى.
وجدد السيسي ترحيب مصر بإعلان المملكة المتحدة اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، مؤكدا أن هذه الخطوة تمثل تطورا مهما في مسار دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وبما يتسق مع الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار المستدام في المنطقة.
ومن جانبه أعرب رئيس وزراء المملكة المتحدة عن تقديره للجهود المصرية المتواصلة بالتنسيق مع دولة قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، واطلاق سراح الرهائن والأسرى.
كما أعرب الزعيمان عن ادانتهما للاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر مؤخراً، مشددين على انه يعتبر انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الاتصال تناول مستجدات عدد من الأزمات الإقليمية، حيث تم التأكيد على أهمية تسويتها عبر المسارات السياسية والوسائل السلمية، بما يضمن الحفاظ على وحدة الدول وسيادتها، وصون مقدرات شعوبها.
وجاء الاتصال بعد أسابيع من تصريحات ستارمر في يوليو 2025، حيث أعلن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر إذا لم تتوقف إسرائيل عن عملياتها في غزة، وهو تحول يعكس ضغوطاً داخلية في حزب العمال وغضبا شعبيا من صور المآسي الإنسانية في القطاع.