بقلم دكتورة / أمل مصطفى
نعيش اليوم في عالم تتحرك فيه المعلومة بسرعة الضوء، وتمتد فيه مساحات التواصل إلى ما هو أبعد من حدود الجغرافيا والزمن. ومع هذا الانفتاح الرقمي الهائل، أصبح لكل واحدٍ منا نافذة مشرعة على العالم… ونوافذ كثيرة مشرعة علينا أيضًا.
هنا تتقاطع الطريقان: طريق الراحة النفسية… وطريق الحضور الرقمي.
فالراحة النفسية لم تعد مجرد لحظة هدوء وسط يوم مزدحم، بل أصبحت مهارة بقاء، وضرورة للحفاظ على اتزان العقل وسلام القلب. ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم قدرتها على جمع الناس، وتبادل المعرفة، وإلهام الإبداع—تحمل في جانبها الآخر ضغط المقارنة، وتشتت الانتباه، والتعرض للتنمر، والسعي المستمر لإظهار النسخة الأفضل من الذات.
إنها مساحة واسعة، لكنها قد تُرهق الروح إذا لم نستخدمها بوعي. وهنا تظهر الحاجة إلى أن نفهم العلاقة الحساسة بين صحتنا النفسية وبين وجودنا اليومي على الشبكات الاجتماعية:
كيف تتشكل مشاعرنا وفق ما نراه؟
كيف تؤثر التفاعلات الرقمية في تقدير الذات؟
ومتى يتحول الاستخدام الطبيعي إلى استنزاف عاطفي وفكري؟
وفي المقابل، وبين كل هذه التحديات، يحمل العالم الرقمي فرصًا عظيمة إذا تعلمنا كيف نستخدمه دون أن نسمح له أن يستخدمنا. فالحماية الرقمية لم تعد مقتصرة على تأمين الحسابات أو اختيار كلمة سر قوية، بل أصبحت تشمل حماية الخصوصية، وحماية الوعي، وحماية المشاعر، وحماية الوقت، وحماية الهوية الرقمية من كل ما يهددها أو يختطفها .























































