كتب د / حسن اللبان
كشفت مصادر لصحيفة “يسرائيل هيوم” أنه قبل أحداث السابع من أكتوبر بأسبوعين، هبطت طائرة مصرية في مطار بن غوريون، ونقلت تحذيرا مباشرا إلى إسرائيل بشأن تطورات خطيرة مرتقبة.

وقال مصدر مصري رفيع للصحيفة الإسرائيلية إن بعثة مصرية وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أسبوعين من 7 أكتوبر، للاجتماع بنظرائها في السلك الدبلوماسي، وللتحذير من أن “الوضع في غزة قابل للانفجار”.
وأضاف المصدر: “قلنا إن كل شيء قد ينفجر”، موضحا: “أبلغنا محاورينا في الجانب الإسرائيلي أن الوضع في غزة وفي الضفة الغربية حساس جدا وقد يقود إلى تصعيد”.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل، قبل أسبوعين من تلك الأحداث، كانت منشغلة أساسا بالانقسام الداخلي حول السيطرة على الجهاز القضائي، وبالجدل المتعلق بإقامة صلوات مع فصل بين الرجال والنساء في ساحة ديزنغوف في تل أبيب.
وتم تحويل الانتباه بعيدا عن القضايا الأمنية، وأضاف المصدر المصري: “قيل لنا في إسرائيل إن كل شيء على ما يرام، وإن تسوية ستتم قريبا”.
وأكدت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية للصحيفة أن اللقاء حصل بالفعل، من دون تحديد تاريخه بدقة، مشيرة إلى أن “رسائل مصرية وصلت إلى وزارة الخارجية قبل 7 أكتوبر، تفيد بأن الوضع مع الفلسطينيين حساس جدا وقابل للانفجار”.
ومصادر أخرى داخل الوزارة وخارجها أكدت أن المصريين لم يكونوا هادئين على الإطلاق، وأنهم حاولوا نقل رسائلهم مرارا، انطلاقا من فهم عميق لواقع غزة، وهو فهم بدا في تلك اللحظات، على ما يبدو، أعمق من الفهم الإسرائيلي.
ولدى الحديث عن هذه الرسائل، أكد المصدر ذاته أن المصريين نقلوا إلى وزارة الخارجية بشكل متكرر تحذيرات مفادها أن الوضع مع الفلسطينيين عموما، وفي غزة خصوصا، قابل للانفجار، وأنه ينبغي العمل على حل الأزمة لا الاكتفاء بإدارة الصراع.
وأضاف أن هذه الرسائل نُقلت قبل 7 أكتوبر، موضحا أنه عندما تصل معلومات حساسة من هذا النوع، يتم رفعها فورا إلى جهات أعلى داخل الوزارة وخارجها، والمقصود هنا مكتب رئيس الوزراء.
وقالت “إسرائيل هيوم” إنه في 26 سبتمبر 2023، هبطت طائرة مرتبطة بالاستخبارات المصرية في منطقة معزولة داخل مطار بن غوريون، وبقيت على المدرج فترة قصيرة، ثم أقلعت عائدة إلى القاهرة.
وتشير تقديرات جهات مطلعة على بروتوكولات العمليات الخاصة إلى أن لقاء عاجلا عقد خلال تلك الفترة القصيرة على متن الطائرة. وفي الساعات نفسها، كان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، المسؤول عن التواصل الدائم مع رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، غائبا عن المراسم الرسمية.
وأكد مصدران سياسيان إسرائيليان أن مصدرا مصريا نقل إلى مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرا محددا، وكان التحذير يتحدث عن “شيء كبير” يجري الإعداد له ويقترب.
وبحسب هذه المصادر، فإن مصدرا مصريا رفيعا تحدث معهم، ونقل إلى مجلس الأمن القومي تحذيرا واضحا قبل 7 أكتوبر، محذرا من كارثة وشيكة.
وشددت مصادر مطلعة على التفاصيل على أنه من غير المعقول أن معلومات بهذه الحساسية، وصلت من مصر، ولا سيما تحذير من “شيء كبير”، لم توضع على طاولة رئيس الوزراء من قبل رئيس مجلس الأمن القومي أو الجهات المهنية المختصة، مشيرة إلى أن مثل هذه المعلومات لا تبقى في المستويات الدنيا، بل تُرفع عادة إلى أعلى مستويات صنع القرار.























































