كتب د / حسن اللبان
نبدأ جولة الصحف بمقال رأي في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، للكاتبة كسنيا سفتلوفا، العضوة السابقة في الكنيست الإسرائيلي ورئيسة المنظمة الإقليمية للسلام والاقتصادات والأمن.
تبدأ الكاتبة مقالها بالفكرة الاقتصادية، وتُبحر في القضايا السياسية وحرب غزة وعلاقتها بمصر.
تقول الكاتبة الإسرائيلية إن التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الشهر بعرقلة صفقة غاز بقيمة 35 مليار دولار مع مصر، “يُعد خطأً كبيراً، ويهدد بتقويض الشراكة العربية الأكثر حيوية لإسرائيل”.
ووفقاً للكاتبة، برر نتنياهو وقف الاتفاق، بـ “الانتهاكات المصرية المزعومة لمعاهدة السلام، من خلال الانتشار العسكري في سيناء. وهو ادعاء تنفيه مصر”.
وترى سفتلوفا أن ذلك يعكس نمطاً مُقلقاً من الأزمات “المُصطنعة” و”المصممة” للضغط على القاهرة “لقبول سياسات لا يمكن لأي حكومة مصرية أن تتبناها على الإطلاق”.
وتضيف “بعد 46 عاماً من السلام البارد، والتعاون البنّاء عموماً، تهب رياح عدائية متزايدة من إسرائيل نحو القاهرة”.
وتعدد الكاتبة منافع صفقة الغاز التي عطلتها إسرائيل، قائلة إن من شأنها أن توفر فوائد متبادلة هائلة مثل “زيادة إنتاج الغاز الإسرائيلي وتوسيع البنية الأساسية للتصدير واستثمار مصر البالغ 400 مليون دولار في وصلات خطوط الأنابيب”.
وتضيف الكاتبة أن “تعطيل المسؤولين الإسرائيليين للاتفاق مرتبط بسياستهم تجاه غزة، إذ يرفضون طرح خطط واقعية لمرحلة ما بعد الحرب، مكتفين بشعارات عامة مثل: لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية”.
وتوضح كاتبة المقال فكرتها بأن “هذا الفراغ السياسي فسح المجال للتصورات المتطرفة، ومنها توقّع قبول مصر التهجير الطوعي لفلسطينيين من غزة”.
وتربط سفتلوفا تعطيل صفقة الغاز بـ “إعادة احتلال إسرائيل لمدينة غزة”، واصفةً إياها بأنها تأتي ضمن “حملة منسقة للضغط على مصر”.
و تستطرد قائلة “لن تشارك أي حكومة مصرية في التهجير القسري للفلسطينيين، وأن التبعات الأمنية والتكاليف السياسية لذلك ستكون مدمرة”، مضيفة أن مصر “دفعت ثمناً باهظاً” للإبقاء على اتفاقية السلام أثناء حرب غزة.
كما أنها تصف معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، بأنها “واحدة من أنجح الإنجازات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، حيث وفرت الأساس للاستقرار الإقليمي الأوسع”.
وفي رأي الكاتبة، إن إسرائيل تُخاطر بعزل أهم دولةٍ في العالم العربي، لأنها “لا تتعامل مع مصر باعتبارها شريكاً قيّماً في الأمن الإقليمي”.
كما ترى أنه بعد هجمات الدوحة، قد تستعيد مصر دورها كمفاوض رئيسي بين إسرائيل وحماس