بقلم / راندا بدر
أقوى الرجال …
كم من رجل يحمل في داخله شعوراً بالعجز ، و يخفي وراء لحيته و صوته الجهوري هشاشة .. هؤلاء لم يعودوا يحاولون إثبات ذواتهم بما يقدمونه للحياة ، بل صار همهم الوحيد إثبات أنهم ” أفضل من المرأة ” !!!
تراهم ينتشرون في فضاءات التواصل كالنار في الحطب ، يلوون أعناق النصوص ، يقطعونها من سياقها ، يسرقونها سرقاً ليخصموا بها نصف المجتمع ، لكل واحد منهم قضية واحدة :-
أن يقنع نفسه أنه ” رجل ” بمجرد أن يدوس على كرامة امرأة
أين العقدة ؟؟؟
لو كان هذا الرجل متحققًا ، مبدعاً ، واثقاً من نفسه ، راضياً عن مكانته ، لما احتاج أن يسحق آخر ليشعر بأنه حي ، الإنسان القوي لا يبني قوته على أنقاض أحد ، الإنسان المتصالح مع ذاته لا يصارع الظل ،
المشكلة ليست في ” تفضيل ” الرجل على المرأة ، فالتفضيل ندية و اختلاف أدوار لا يعني أحدها أن يكون أعلى من الآخر ، المشكلة في عقلية ” الاستحقاق ” … أن يشعر الرجل أن من ” حقه ” التحكم ، الهيمنة ، و الإفضال ، لكونه رجلاً فقط ،
المتصالحون مع ذواتهم لا يحاربون أحداً أضعف منهم و لا يحاربون إلا لقضية
انظروا حولكم … الأرض واسعة ، و السماء لا تمطر فضة للرجال وحدهم ، كم من رجل عظيم وقف إلى جانب أخته ، زوجته ، ابنته ، زميلته ، ليس ليشعرها بأنها ” ناقصة ” ، و إنما ليذكرها بأنها ” شريكة ” في بناء هذا العالم ،
هؤلاء الرجال لم يخشوا نجاح المرأة ، لأنهم يعلمون أن نجاحها ليس سرقة من حصتهم ، بل إضافة إلى رصيد البشرية كلها ، هم يفهمون أن الكعكة ليس حجمها واحداً ، و أن العطاء لا حدود له ،
لا تلوموا الأديان … العيب في القلوب لا في النصوص
لا يمكن لعاقل أن ينكر أن بعض النفوس قادرة على تأويل النصوص لتخدم أهواءها ، الحق واحد ، و لكن فهم البشر له مختلف ، لكل واحد منا هوى يحركه ، و خوف يروعه ، و عقدة تقيده ،
لذا ، فإن من يحاور بغرض الإهانة ، و يستشهد بغرض الإذلال ، ليس محاوراً ، و ليس باحثاً عن الحق … إنه فقط نكره ، يحاور وهم القوة ليخفي ضعفه ،
خاتمة لا بد منها
إلى كل رجل يحمل في صدره قلباً كبيراً … لا تجدوا شرفكم في إذلالنا ، و لا تجدوا فخركم في تقصيرنا ، العالم يتسع لجميعنا … فلنبنه معاً ،
و لتذكروا دائماً :-
أقوى الرجال من لا يخاف من قوة المرأة … بل يشد علي يديها ، يشجعها ، يصفق لها .
#راندا_بدر























































