عاجل

خمسة عشر عامًا من العطاء: كيف قاد الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة رحلة التبرع بالدم في مصر؟
مصر في رسالة جديدة لإثيوبيا: سد النهضة غير شرعي والمفاوضات انتهت
علماء: فيتامين С يحمي الرئتين من تلوث الهواء
نتنياهو يتحدث عن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. ويرد على سؤال إن كان سيتنحى مقابل “العفو”
الفنان حسن الرداد ينفي الشائعات حول انفصال الفنانة دنيا سمير غانم عن زوجها الإعلامي رامي رضوان.
“ميكي ماوس أفضل منه”.. جماهير ليفربول تهاجم سلوت وتنتفض دعما لمحمد صلاح
زلزال بقوة 6.36 درجة يضرب اليونان
الأمريكية “انا نيكول” ذات ال 25 عاماً خلال حفل زفافها عام 1994 مع الملياردير “هوارد مارشال”
بعد هجومها العنيف على القاهرة.. خبير مائي يفضح نوايا إثيوبيا ضد مصر
مصر.. قرار للجنايات بحق متهم في جريمة هزت الرأي العام
ملك شعب “الخوسا” من إسرائيل: كنت سأمحو غزة!
نجاح أطول رحلة طيران ذهابًا فقط في العالم بين الصين والأرجنتين
“المعلم” يخرج منتصرا.. حسن شحاتة يخضع لعملية دقيقة استمرت 13 ساعة
مصر ترحّب بتجديد الأمم المتحدة ولاية «أونروا» لمدة 3 سنوات
الأزهر  يوجِّه بترميم 100 أسطوانة نادرة لم تُذع من قبل للشيخ محمد رفعت

# لا كده عاجب.. ولا كده عاجب!

بقلم الكاتبة الصحفية / سهام فودة

في كل زمان، كان الإنسان يسعى جاهدًا لأن يُرضي من حوله، يزن كلماته قبل أن ينطق بها، ويحسب خطواته خشية أن يُساء فهمه، ظنًّا منه أن رضا الناس مفتاح القبول وراحة البال.
لكن الحقيقة التي لا نريد الاعتراف بها أن رضا الناس غاية لا تُدرك، وأن من يسعى خلفها يُنهك روحه قبل جسده.

في مجتمعٍ لا يترك أحدًا لحاله، يصبح الصمت جريمة، والجرأة تهمة، والاختلاف ذنبًا لا يُغتفر.
نرى كل يوم من يُهاجَم لمجرد أنه اختار طريقًا مختلفًا، أو عبّر عن رأي لا يُشبه السائد.
ومؤخرًا كانت المخرجة إيناس الدغيدي مثالًا حيًّا على هذه المعادلة الصعبة:
حين تحدّثت بجرأة عن المساكنة، وُصفت بأقسى الأوصاف،
وحين كتبت كتابها وتزوجت رسميًّا وبمأذون وشهود، قالوا “تغيّرت!”،
فكأنها مهما فعلت، ستبقى في مرمى التناقض والجدل.

إنها ليست قضية إيناس وحدها، بل هي قصة كل إنسان قرر أن يعيش بطريقته،
واكتشف أن العالم حوله لا يرحم المختلفين،
ولا يكتفي بالحكم على ما يرونه، بل يمتد ليحاكم النوايا وما في القلوب.
مجتمع يتقن النقد أكثر مما يتقن الفهم،
ويُطلق الأحكام كأنها هواية يومية لا تحتاج إلى دليل أو منطق.

من أراد أن يُرضي الجميع، عاش غريبًا بين الناس وغريبًا عن نفسه.
لأن الناس لا تتفق على شيء،
فما يُبهج أحدهم قد يُغضب الآخر،
وما يراه البعض تحررًا، يراه آخرون انحرافًا،
وما يعتبره البعض شجاعة، يُراه آخرون جنونًا.
هكذا تسير الحياة على إيقاعٍ متناقض،
ولا ينجو فيها إلا من أدرك أن الاتزان الحقيقي لا يأتي من الخارج، بل من الداخل.

فلتكن قاعدتك في الحياة بسيطة وواضحة:
اعمل ما يرضي ضميرك، لا ما يُرضي الناس.
اسعَ لأن تكون صادقًا مع نفسك، لا متوافقًا مع آراء الآخرين.
فالناس سيتكلمون في كل الأحوال،
وعندما تقع، سيكتفون بعبارة قصيرة:
“ربنا معاك… كله بوقته… الله يعينك.”
حينها فقط ستدرك أن الطريق كان يجب أن تُرسم بخطواتك أنت، لا بتوجيهاتهم.

في النهاية، لا أحد يستطيع أن يعيش مكانك،
ولا أحد سيُحاسب عنك،
ولا أحد يعرف حجم تعبك ووجعك إلا الله.
فاجعل رضا الله ورضا نفسك غايتك الأولى،
ودع بقية الأصوات تتلاشى في ضوضاء العالم.

لأنك إن حاولت إرضاءهم جميعًا…
ستظل تسمع نفس الجملة القديمة تتردّد في كل المواقف:
“لا كده عاجب… ولا كده عاجب.”

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net