كتبت: عفاف فؤاد
اكد مسعفون لبنانيون إنهم عالجوا أكثر من 300 مصاب أثناء اشتباكات دامت لساعات بين قوات الأمن ومحتجين بوسط بيروت مساء أمس السبت.
ويعد هذا أعلى عدد للمصابين في أسوأ أعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات التى اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد فى أكتوبر.
وقال الصليب الأحمر اللبنانى إنه عالج 220 شخصا أصيبوا من الجانبين مساء السبت ونقل 80 منهم إلى مستشفى.
والدفاع المدنى ساعد 114 شخصا آخرين.
و وطاردت قوات شرطة مكافحة الشغب رجالا ونساء قرب البرلمان اللبنانى فى ساعة متأخرة من الليل, غطى الدخان حيا تجاريا بالعاصمة فى حين أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأطلقت مدافع المياه.
وألقى متظاهرون ملثمون الحجارة والحواجز الحديدية وأصص الزهور.
ونزعوا لافتات الشوارع وألقوا بها على أفراد شرطة مكافحة الشغب، وقطعوا أفرع الأشجار, ولم يتمكن الساسة من تشكيل حكومة جديدة أو وضع خطة لإنقاذ البلاد منذ أن بدأت الاحتجاجات قبل 3 أشهر ودفعت رئيس الوزراء سعد الحريرى إلى الاستقالة، وتفاقمت الأزمة فخسرت الليرة اللبنانية نحو نصف قيمتها ودفع نقص الدولار الأسعار للارتفاع وانهارت الثقة فى القطاع المصرفى.
أعلن الصليب الأحمر اللبنانى أن حصيلة المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية وأعمال الشغب والعنف التي وقعت أمس في العاصمة بيروت، بلغت 309 مصابين.
وفي بيان اليوم الأحد، ذكر الصليب الأحمر اللبناني, أن 18 سيارة إسعاف و80 مسعفا تدخلوا لتقديم الإسعافات اللازمة ونقل المصابين خلال أحداث بيروت، مشيرا إلى أنه جرى نقل 169 شخصا إلى المستشفيات بعدما استدعت حالاتهم هذا الإجراء، في حين قُدمت الإسعافات الأولية في مواقع الاشتباكات لـ140 شخصا آخرين.
ولقت البيان إلى أن حالات الإصابات تنوعت بين ضيق في التنفس وكسور وإعياء وجروح، مؤكدا أنه جرت عملية استنفار باقي المراكز القريبة لتلبية النداءات والتدخل عند الضرورة، ووضع مركز نقل الدم في المقر المركزي للصليب الأحمر ببيروت، في حالة جهوزية لتوفير وحدات الدم عند الطلب.
الاشتباكات التي اندلعت عصر أمس من أمام أحد مداخل مجلس النواب بساحة النجمة بوسط العاصمة ثم امتدت لتشمل وسط بيروت التجاري وساحتي الشهداء ورياض الصلح ومنطقة الصيفي وجسر فؤاد شهاب، شهدت استخدام المتظاهرين للأحجار والمفرقعات النارية والأدوات الخشبية والحديدية في مواجهة القوى الأمنية، التي ردت باستخدام المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية في محاولة لتفريق المتظاهرين.
تظاهرات الأمس كانت موجة من الغضب الشديد اعتراضا على مسار تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب، حيث اعتبر المحتجون أن عملية التأليف تمثل استنساخا للحكومة المستقيلة، حيث تقوم التيارات والقوى والأحزاب السياسية بالتصارع على الأحجام والحصص والحقائب الوزارية فيها، على نحو يمثل إلتفافا على الإرادة الشعبية للاحتجاجات المستمرة منذ قرابة 100 يوم ومطلب تشكيل حكومة حيادية من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين.
