وجاء في بيان للمرصد أن المتطرفين على كلا الجانبين يسعون لخلق “صراع بين أتباع الأديان، وما يتبعها من جر المجتمعات والشعوب، بل العالم أجمع إلى العنف والفوضى”.

وأشار البيان إلى “أن العديد من الفئات والمنظمات والحركات لا تنمو إلا في أجواء العنف والصدام والنزاعات، وترتبط شعبيتها ومكاسبها بمدى انتشار أفكار الكراهية والعنصرية، وعلى كافة المؤسسات والهيئات والشخصيات العاقلة أن تضطلع بدورها في وأد الفتن وإطفاء نيران الكراهية التي يراد لها أن تحرق الأخضر واليابس”.

وأوضح المرصد أن المنظمات الإرهابية كتنظيم “القاعدة” و”داعش” وغيرها تطلق على العالم الغربي مصطلحات مثل “الغزاة الصليبيين” و”الغرب الكافر” وغيرها من المصطلحات التي تعبر عن العقلية المتطرفة، وهي تتشابه كثيرا مع مصطلح “الإرهاب الإسلامي” الذي يردده البعض في أوروبا، “الأمر الذي يؤكد أن وصم الإسلام بالإرهاب يخدم تنظيمات داعش والقاعدة وبوكو حرام وغيرها، ويغذي أجندة التطرف والإرهاب، ويقضي على فرص العيش المشترك والتعاون الإنساني البناء”.

كما أشار البيان إلى خطورة استخدام “مصطلحات تشكل تهديدا لأمن وسلامة المسلمين في مجتمعاتهم جراء وصمهم بالتطرف والإرهاب؛ مما يترتب عليه زيادة الممارسات التمييزية ضدهم، وتقويض أسس التعايش والتعاون والإخاء بين أفراد المجتمع الواحد”.

وأكد المرصد على رفض العالم الإسلامي للإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه دون تفرقة، لافتا النظر إلى أن التمييز ضد المسلمين والإساءة لشعائرهم ودينهم ومؤسساتهم يؤدي إلى إثارة الصراعات الدينية والمجتمعية، وفتح الباب للجماعات المتطرفة لاستغلال الموقف في ممارساتها الإرهابية بما يخدم مصالحها وأجندتها.

وذكر المرصد أنه مع استمرار وصم الإسلام بالإرهاب والتطرف، فقد توصف الممارسات التمييزية ضد المسلمين في الغرب “بالإرهاب المسيحي”، “مما يؤدي إلى الانغماس في دوامة المصطلحات المتطرفة التي تسخّر الأديان لخدمة مصالحها، والأديان براء منها”.

وأكد البيان على أن الإرهاب مصطلح عام وشامل وفقا لكافة المفاهيم والمواثيق الدولية والقانونية، وبالتالي فهو ليس نتاجا لدين بعينه أو دولة معينة، وإنما نتيجة سياق معقد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ساهمت في خلق بيئات حاضنة للتطرف والإرهاب.

ودعا المرصد إلى “تحري التدقيق في استخدام المصطلحات والابتعاد عن الوقوع في فخ صياغة مفاهيم تؤجج الصراع بين الأديان، وهو ما تعمل عليه وتستغله جماعات الإرهاب والعنف والتطرف التي لا يخلو منها دين”، وفقا للبيان.