كتب / د / مجدى عوض
كنا أطفال صغار يضيق علينا المنزل رغم سعته كان أبي جهوري الصوت طيب القلب أشعر بالضآله أمام ثقافته وابداع خطه رغم تواضع تعليمه ولصوته طلاوة في قراءته للقرآن بعد فجر كل صباح – رحم الله والدي – فقد غادر الدنيا منذ مايزيد عن عقدين من الزمان استحضر صورته على خشبة الغسل التي لا تغادر مخيلتي و كانت هي التجربة الأولى لي وتيقنت مع الزمن ان موت الاب كسر لا يجبره شيء
مرت السنون وصرنا آباء واجداد رغم اني لم اقتنع بمرور قطار العمر فمازلت اعيش بقلب طفل وعقل شاب وإن اشتعل الرأس شيبا أما أمي مازالت تقاوم خطوط الزمن وقد اناخ عليها بثقله فإحدودبت الفقار، ونحل العظام وسلب بعض النور، لكنها مازالت هي النور الذي يملأ قلوبنا وهي الجنة التي إليها مآلنا…