عاجل

يورجن كلوب يعلق على تراجع مستوى محمد صلاح وداروين نونيز في الآونة الأخيرة
عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس : لا توجد أي برديات تتحدث عن بني إسرائيل في مصر 
# ذكريات اذاعية لا تنسى …..
تحذيرات تطلقها مصر والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ضد إسرائيل
مواعيد صرف معاش شهر مايو بزيادة ١٥ ٪
احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطنيين تمتد الي جميع الجامعات في أمريكا
نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي : شمال قطاع غزة لا يزال يتجه نحو المجاعة
جيرارد يختار أفضل لاعب في التاريخ
مسؤول أمريكي : الشخص الوحيد الذي يمكنه وقف إطلاق النار وانجاح صفقة التبادل بين حماس واسرائيل هو يحيى السنوار.
تطور جديد في الحرب الروسية الأوكرانية بعد ظهور منجل الموت
الحرب النووية في الشرق الأوسط محتملة لكن بإمكان روسيا منعها
وزير إسرائيلي ردا على مقترح مصري بشأن غزة إنه يمثل عرضا لاستسلام كامل من جانب إسرائيل
حبس الإعلامية الكويتية حليمة بولند سنتين مع الشغل والنفاذ عن تهمة التحريض على الفسق والفجور
الحكومة الإسبانية تضع اتحاد كرة القدم تحت الوصاية بعد ضلوعه في قضية فساد
8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

( بائع السعادة)

كتب  / د /  مجدى عوض
اقترب مني صبي ابن تسع يرتدي أطمارا باليةويحمل على كتفه عصا شد بها بعض أكياس (غزل البنات) وبصوت ضعيف يخضعه الذل الموروث والإنكسار الأليم قال: غزل البنات ياباشا…… حلاوة يابيه……
فنظرت إلى وجهه الصغير وتأملت عينيه الغائرتين المكحولتين بأخيلة التعاسة والفاقة، وفمه المفتوح قليلا كأنه جرح في صدر متوجع، وشفتين يابستين تحركهما ارتعاشات اليأس وعنقا تتردد فيه حشرجة الكلمات مصحوبة بأنين عميق متقطع وبصوت يبثه الأستعطاف وذراعيه النحيلتين وقامته الصغيرة المهزولة كأنها غصن من الورد الأصفر الذابل بين الأعشاب النضرة، تأملت كل هذه الأشياء مظهرا شفقتي بابتسامات هي أمر من الدموع، تلك الابتسامات التي تنشق من أعماق قلوبنا وتظهر على شفاهنا ولو تركناها وشأنها لتصاعدت وانسكبت من مآقينا….. ثم ابتعت منه بعض أكياس الحلواء، و بغيتي ابتاع محادثته لأنني شعرت بأن من وراء نظراته المحزنة قلبا صغيرا ينطوي على فصل من مأساة الفقراء الدائم تمثيلها على ملعب الأيام…. وقل من يهتم بمشاهدتها لأنها موجعة ولما خاطبته بكلمات لطيفة استأمن واستأنس ونظر الي مستغربا لأنه مثل أترابه الفقراء لم يتعود غير خشن الكلام من اؤلئك الذين ينظرون غالبا إلى صبية الأزقة كأشياء قذرة لا شأن لها وليس كنفوس صغيرة مكلومة بأسهم الدهر وسألته قائلا : ما اسمك؟…. فأجاب وعيناه مطرقتان إلى الأرض………
اسمي عماد………
من أين؟…… قال من بني سويف…..
أين والدك؟……… فهز رأسه الصغير كمن يجهل معنى الوالد……… أدركت أن الطفل يتيم………
تجرعت مسامعي هذه الكلمات القليلة من فم الصبي وامتصتها عواطفي مبتدعة صورا واشباحا غريبة محزنة لطفل صار فريسة بين أظفار التعاسة والشقاء……… كنت افكر واتخيل هذه الأشياء والصبي ينظر إلى كأنه رأي بعين نفسه الطاهرة……. إنسحاق قلبي……. ولما أراد الإنصراف أمسكت بيده قائلا له : أنت رجل مكافح عظيم……… وقد أنارت كلمات التعزية وجهه المصفر مثلما تنير أشعة الغروب اللطيفة خلايا الغيوم……….. وغادرني مبتسما تاركا في ضلوعي شعلة ملتهبة ملأت أحشائي بدخان الأوجاع ومرارة الألم……

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية