عاجل

عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس : لا توجد أي برديات تتحدث عن بني إسرائيل في مصر 
# ذكريات اذاعية لا تنسى …..
تحذيرات تطلقها مصر والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ضد إسرائيل
مواعيد صرف معاش شهر مايو بزيادة ١٥ ٪
احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطنيين تمتد الي جميع الجامعات في أمريكا
نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي : شمال قطاع غزة لا يزال يتجه نحو المجاعة
جيرارد يختار أفضل لاعب في التاريخ
مسؤول أمريكي : الشخص الوحيد الذي يمكنه وقف إطلاق النار وانجاح صفقة التبادل بين حماس واسرائيل هو يحيى السنوار.
تطور جديد في الحرب الروسية الأوكرانية بعد ظهور منجل الموت
الحرب النووية في الشرق الأوسط محتملة لكن بإمكان روسيا منعها
وزير إسرائيلي ردا على مقترح مصري بشأن غزة إنه يمثل عرضا لاستسلام كامل من جانب إسرائيل
حبس الإعلامية الكويتية حليمة بولند سنتين مع الشغل والنفاذ عن تهمة التحريض على الفسق والفجور
الحكومة الإسبانية تضع اتحاد كرة القدم تحت الوصاية بعد ضلوعه في قضية فساد
8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة
القاهرة تشيد بجهود العاملين بمركز شبكات

بين العقلانية والعاطفية

كتب  /  رضا اللبان

تقول إحداهن …
أنا مهندسة وقد تم تعييني في مكان مرموق ..
و تقدم للزواج مني زميل من زملائي اسمه يوسف.
أنا شخصية عقلانية .. ولست عاطفية
بحثت مع أمي ظروفه
هو ميسور الحال .. والداه محترمان.
و تم الزواج ….
أغرقني بمشاعره .. التي لم أعرف كيف أستقبلها
أنا شخصيه عقلانيه .. ومنهجيه عملية … أما هو فشخص عاطفي جدا” لدرجة البكاء أحيانا”.
أنجبت البنت 1 رقية .
هي ووالدها .. يحبان الأحتضان .. و الحركة و الحيوية .. ومتكلمان .. ويتحركان دوما. وليسااا عقلانيين .!
وكنت أنا أكره ذلك.
ثم أنجبت البنت 2 ريهام .
مثلي تماما عقلانية تتحدث بحساب .. أشعر معها بالارتياح. بصراحة أعترف أني كرهت من داخلي شخصية رقية .. لكن .. كان عندي أمل تتغير .. لكثرة الانتقاد وتتحول لشخص هادئ.! لكن ما حدث هو أنها بقيت حركية….لم نتفق على شئ. كنت اكره ذلك!
كنت دوماً أقارن بين ريهام العاقلة وبين عشوائية الأخرى .. أو بالأحرى .. بين رزانة ريهام و تهور رقية
… زوجي كان أميل لرقية .. وكان يصفني بالجفاء العاطفي.
كنت أرتقي في عملي و اتطور . سعيدة.

لكني لاحظت مع تقدم البنات بالسن ميل رقية إلى أبيها و احتضانه دومااا … و تباعدها عني وكرهها لانتقاداتي المتكررة …
أما ريهام فهي مريحة وعاقلة.
– لكن فجأة … !!!! مات زوجي في حادث مروري ..
وكانت رقية بالإعدادية .. وريهام سادس ابتدائي
شعرت وقتها أن سهماً اخترقني
رحيل الزوج بالفعل عصيب تذكرت جفائي معه ..
وشعرت بحرقة قلب .. لكن ….رقية منهارة تماما ” وبعد الانهيار مندفعة ومتهورة وتشعر أنها بلا ضابط ولا رابط. وريهام حزينة.
فوجئت ان رقية .. دوما في انعزال ..وتتباعد عني وعن أختها. أصرخ في وجهها .. تصرخ في وجهي!!!!
ثم مرة هددتني أن تترك البيت .. واتهمتني بعدم حبي لها. و بالفعل ….. تركت البيت…!
كنت كالمجنونة .. أبحث عنها .. إلى أن كلمني والد صديقتها وأخبرني بوجودها مع ابنته وزوجته.
بكيت بحرقة .. ربما أكثر من يوم وفاة زوجي !
ما الذي ينفر هذه البنت مني؟ ؟ ؟
أنا محددة حازمة صارمة لكن لست طويلة اللسان ولا أضربها .. إلا نادرا”……!!
مثلها مثل أبيها نفس العاطفة المفرطة التي لا أحبها
طلب والد صديقتها أن يراني ويتحدث معي. هو طبيب نفسي قال لي أن رقية محبة أحضان
وأنها تفتقدني وتشعر بكراهيتي لها وتفضيلي لريهام عليها. قلت له طبيعي لأن ريهام أعقل
قال لي جملة عجيبة (رقية مختلفة عنك .. أحبي اختلافها) أولادنا ليس من الضروري أن يشبهوننا….!
الحياة تحتاج الجميع …
(رقية مشوهة النظرة لنفسها وتقول أنك لا تحبينها)
شعرت بالضيق الشديد
قلت للطبيب (أحبها والله لكن …) قاطعني (ابنتك مختلفة الطباع عنك هذا ليس سوءاً فيها )..
لم اقتنع ! وعادت فأعطيتها محاضرة طويلة في الأدب .. وبكت كثيرا”
لاحظت بعدها انها أصبحت أكثر انعزالية .. ساكتة دوما” تحتضن ذكريات أبيها
ريهام مريحة وتفهمني
وأفكر دائماً؛؛؛؛؛؛
ما فائدة هؤلاء العاطفيين أنهم عبء على العقلانيين
هي وأبوها الله يرحمه شخصيات مريعه.!!

مضت حياتنا في صراااع دااائم .

تزوجت رقية من شخص عاطفي مثلها دوما” يقول لي يا ماما وانت مثل أمي. المهم أنها ذهبت من البيت
ريهام حبيبتي تزوجت من دكتور بالجامعة. ..
أصبحت وحدي.
بعد فترة .. انا فاجأني مرض السرطان …
.
ردود ريهام العقلانية اهدأي تجلدي.
رقية تبكي من أجلي. و تدعو الله لي كثيرا.
عندي موعد الطبيب.
رقية تحمل ابنها الرضيع وتكون عندي بسيارة زوجها قبل الموعد. أما ريهام فتعتذر لأنها لديها تعب الحمل وأيضا” لا تستطيع ترك ابنها وحده!
أول مرة بحياتي
وانا مريضة بالسرطان .. أعرف أن العواطف لها قيمة
حضن رقية يهون عليّ آلامي. رغم أني لم أحبه…..أبدا”
أشعر أني وأنا في الخمسين .. طفلة……
زوج رقية يقول لي من قلبه سلامتك يا ماما.
كيف كرهت العواطف والعاطفية؟ ؟؟ ؟.
ريهام حزينة .. لكن دعمها بحساب ..تماما” مثل شخصيتها
أما رقية وزوجها دعمها وعطفهما بلا حساب … !
– بكيت من قلبي وتذكرت سابق حياتي ……..احتضنت رقية …كم هو جميل حضنها…… بكت وبكيت….
هل في العمر متسع لأستمتع بما لم أفهمه؟ ؟ ؟
أم أن الأجل قد دنا.. ؟
دعوت الله من قلبي يارب اشفني وامنحني العمر كي أسعد بابنتي المختلفة عني. ..
وبالفعل تم شفائي والحمد لله رب العالمين. ..
أنا ورقية لا نفترق…….أشعر اني اكتشفت كنزا”..!!!
كلامها يؤنسني وحضنها يهدئني.

لا تكرهوا اختلاف أولادكم .. بل أحبوا اختلافهم…. وتقربوا منهم
لا تشوهوا نظرتهم لأنفسهم بسبب أنهم لا يشبهونكم
أنا ورقية الآن … نحيا أسعد أيامنا .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Print
booked.net
موقع الرسالة العربية