كتب / حسن اللبان
سنناقش في هذا المقال اليوم رواية المسخ اوالتحول للأديب فرانز كافكا كاتب الرواية الكابوسية الأول في القرن العشرين، وأزمته الوجودية لتفرد والقطيع في عصر الاغتراب.
فمنذ وجوده على سطح البسيطة، يسعى الإنسان بكل كيانه ليجد لحياته معنى، وسبب وجوده العاثر، والآلام التي لا تنتهي، وربما هذا الأمر (البحث عن المعنى) هو من أسس الحضارة وما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، واستطاع الكثير إيجاد الغاية عن طريق الروحانيات مثلًا، أو الثقافة والعلم، أو أمور أخرى قد تكون بسيطة في نظر الكثير، ولكنها عند البعض هي مربط الفرس والغاية، ولكن كما هي العادة دائمًا.
يواجه الكثير من البشر جدران صلبة، تمنعهم وتكبح حياتهم، وتتحول إلى ما أشبه بالجحيم الممتدة على طول سنوات العمر، ويضيع معها الشغف والأمل الذي قد يكون آخر نقاط الحياة لديهم، لتصبح كل الأعمال ومشاغل الحياة هي روتين تافه، ليس له وظيفة إلا طي صفحات العمر إلى أخر ورقة ويكون بعدها نسيًا منسيًا.
المسخ رواية فرانز كافكا وأزمته الوجودية
ولكي نفهم البؤس الزائد في المسخ التحول لا بد أن نعرف لمحة عن كاتبها فرانز كافكا، وهو أديب وروائي تشيكي (1882-1924) من أصول يهودية وكان يكتب باللغة الألمانية، ويعتبر من أفضل أدباء اللغة الألمانية في فن القصة والرواية، تصنف أعماله بالواقعية العجيبة، حيث في معظم رواياته يكون أبطالها غريبي الأطوار، وبشكل عام تأخذ روايته طابع بائس ينتهي بها أبطاله، لديه العديد من الأعمال ومنها: المحاكمة – القلعة – المسخ تعتبر من أفضل أعماله الأدبية، ويترجمها البعض تحت اسم التحول.
ومن الجدير بالذكر بأنه ظهر بالأدب المعاصر مصطلح الكافكاوية، والذي يشير إلى رمز الكتابة الحداثية المتشبعة بالتشاؤم والنظرة السوداوية والعبثية للواقع. ولا يمكننا مغادرة المقام قبل تذكر وصية كافكا الأخيرة لصديقه ماكس برود، الذي أوصاه بالقيام بحرقه كل كتاباته بعد موته، ولكن برود قرر عدم تنفيذ وصيته، والقيام بنشر أعماله لما تحتويه من أعمال أقل ما يقال عنها إنها إبداعية.